[ أدونيس ]
لم يكن مُتجاوزاً عندما اتهموه بتجاوز الخطوط الحمراء ..
حقاً : لم يكن إلاّ [ عربيٌّ ] أحبّ لغته حدّ احترامها والإتقان
إذ أدرك جيداً أنّ سحرها أعظم وبكثيرٍ من الإحاطة به وهيَ
عندما تفعل ذلك تُشاغب العقول وتستدرج الحقول حيثُ التقاء
الأرض بالسماء في آخر المدى .
* * *
لا يقف عند [ ما وُجِدَ ] لأنّ :
الوقوف : موت
ماوُجدَ : ميّت
وهو النابضُ جُلّهُ لكلّه وكلّما حوله ، لذلك أعان كل ذلك
بالنبض / الحياة بقراءةٍ تعتمدُ على احترام اللغة وقائلها
بإعادت تشكيلها بما يناسب زمانه - لأنّ اللغة كائنٌ حيّ يلزمه
الزمان ليحيا - و مَن عمله ذلك لن يُنتج إلاّ شبيهاً بذلك فكتبَ
الشعر إلى ما أبعد من ذلك و مِنْ [ ذلك ] هذه كانت السهام
الموجّهة إليه من قراءاتٍ لا تتجاوز الحرف إلى اللغة ولا تتجاوز
القول إلى العقول فأُخرج من بقايا العرب إلى نوايا الغرب و هدمه
للثوابت - حُججاً - .
* * *
عَلّمَ :
أنّ سحرُ اللغة - أيضاً - بومضته لا إشراقته و بعدد أحرفها
قبل كلماتها و أنّ شهوتها [ الاختصار ] .
عَلّمَ :
أنّ كتابة الشعر : محاولة ..
أنّها : سفرٌ لا وصول ..
عَلّمَ :
أنّ شعراً يُكتبُ للجمهور ليس بشعر ..
لذلك تفرّد و تورّد [ هوَ ] .
* * *
من " ثابته والمتحوّل " مروراً بـ " كلام البدايات "
وحبوراً بـ " محيطه الأسود " إلى مالانهاية لمداه ،
فخرٌ وجوده و شرفٌ إنتماءه لهذا الزمن ولنا .
لا أضرّكَ قَدَرٌ .