[عبيد خلف العنزي]

الملكة
حبيبتي كالمطر ...
عينيها أغنية ...
ذابت على وتر ...
يمامة بين العروق والخفق ..
على سفر ...
أحبها .. كالضوء يصافي العين
لتعطي البصر ...
حبيبتي ... شقرائي ...
في عينيها الدلال ...
والجمال ... والجلال ...
والحب ...
وأزهار النرجس ...
والملك المنتظر ...
لها عيون البحر ...
في رمشها صفحة الفضاء ...
تغزوها النجوم والشهب ...
شقرائي الصغيرة ...
ناعسة الربيع ...
على بيادر الخدر ...
أهواها كما هوى نزار بلقيس ...
وكما لم يعشق شكسبير في حياته ...
والعشق نارٌ ...
والعشق خطر ...
هي أقرب من قلبي إلي ...
هي أقرب من العين للنظر ...
الحب في الكون تاج يتوجنا ...
ملوك الغرام ...
تحت رذاذ المطر ...
هنا سكن الحب ...
سكن بعينيك ...
فليس للغيوم من طرفك مفر ...
خطر ... خطر ...
القرب من هواك خطر ...
أن يحبك كل العشاق ...
وكل الفرس ... وكل التتر ...
هنا يكمن الخطر ...
نزار أحب بلقيس ... كحب الريشة للوتر ...
وأنا أحبك ...
كحب الندى لأوراق الشجر ...
أنا أحبك كالطير ...
يفرح حين يعتنق السماء ...
كالورد يتفتح حين يكتشف الضياء ...
كالنسيم يهفهف شعر الغادة العذراء ...
سيدتي ...
سيدتي الجميلة ...
الشعر أنت ...
وأنت الشعر ...
وأنت قصيدة لم تكتمل ...
على ضفاف الفجر ...
وأنت هوى الأمم في كل عصر ...
حوريتي الصغيرة ...
يا بديعة الصورة ...
أشهد لك بكل جمال الأرض ...
وكل أنوثة النساء ...
يا من ملكت قلبي ...
وعلقته بين الأرض والسماء ...
يا سيدة النساء ...
يا جنية الماء ...
يا نجمة المساء ...
يا شعلة الضياء ...
يا نسمة الهواء ...
يا عطر الشرق ...
وشذا الغرب ...
وجنة الغرباء ...
شقرائي الصغيرة ...
عصفورتي الغريرة ...
خذيني إلى أرض بلا أسوار ...
إلى كوكب بلا مدار ...
أخرجيني من هذا الحصار ...
أبعديني عن هذا الدمار ...
فقد تبلل شعري تحت الأمطار ...
وتساقطت كلماتي على أرصفة الحزن ...
وفوق بقايا الأحجار ...
فوق بقايا المدينة ... مدينتنا ...
هناك حين رأيتك أول مرة ....
تعبثين بالرمل والمحار ...
هناك يا حبيبتي ... عيوني بدمعها ...
تحرق الفجر كل نهار ...

البــــــــــــارون
28/12/1997م