][ في لحظة
أتجه تفكيري إلى بعض ظواهر بدأت تشق طريقها إلى مجتمعنا الذي نزعم بأنه محافظ .. ظواهر بدأت ترسم سماتها على وجوه المغيرات خلق الله والمتفلجات للحسن .. وأخرى في بناطيل أشباه الرجال .. وقلائد المتشبهين منهم بالنساء .. ناهيك عن عولمة اللغات الأجنبية وقولبة اللغة العربية وتتريك الأخلاق وتلميس النساء وتهند الرجال .. إلى مالا تتسع ذاكرتي لحفظه ولا قلمي لكتابته من الظواهر القادمة إلى الشرق ..
][ ثم
فكرتُ في مستقبلي هذه الفوضى العارمة بكل شوائبها وكيف أنهم يفسحون لها في عقولهم وبين ثقافاتهم مجالس .. وكيف أمكنها بكل ما تحمله من غرابة وصفاقة وسطحية أن تحتل مكانة تجبر الجميع .. من الشيخ العالم المفتي وحتى أصغر قادر على النطق في المجتمع .. أن يتحدث عنها.. أعجب حقاً لذلك ..فلا أدري هل الإمكان بيد المنتَج أم المستهلِك!!
][ فـ
توصلتُ إلى أن المتلقي لا يتأثر بما يتلقاه إلا إذا كان خالياً من أي ثقافة .. أو بنية تحتية لشخصيته , يستطيع بها أن يختار ما يناسبه وما ليس كذلك .. فالشخص الأبيض "الصفحة البيضاء" هو الذي يمكن تشكيله بسهولة بل وهو الوحيد الذي يمكن أن تحشو عقله بتفاهات ويتعامل معها وكأنها دين مقدس يُخضِع له جلَّ – إن لم يكن كل – أمور حياته ..
][ أخيراً ..
تساءلتُ كيف يمكن لمجتمعٍ كامل أو لنقل أغلب هذا المجتمع .. أن يتأثر كل هذا التأثير ؟
كيف يروق لنا أن نتأثر ولا نؤثر ؟
كيف أصبحنا فجأة متخلخلين أسس .. مهترئين قيم .. ثقافاتنا جائعة فاغرةً فاها لالتهام كل مستورد .. عقولنا قفرٌ ..تستسقي ماءاً عكراً يبللها فتظنه مطرا.. ؟