.
.
.
(47 )
سيدتي الظاهرة . .
لـ الحزن . . في كوني . . مساحات بـ عظم التاريخ وعمقه
فالزمن يختصرني / يختزلني . . في دفتيه . . كُتلٌ من حزنٍ متأصلٌ في أعماق
اعماقي . .
ويلبد بـ ألم البعد . . سماءُ فكري وكل أحاسيسي . .
ويعتصر كل وريدٍ . . ينبض بكِ . . لـ ينزف آخر نبضٍ بك في قنينة حزني . .
أيقاع عزف الحزن على أوردتي . . يشجي الفؤاد . . فتدمع له العين . .
وتتأسى عليه كل المشاعر والأحاسيس . .
فهل لـ الحزن في فقدكِ من آخر ؟؟
وهل غير إجابتك لـ نداء الغياب . . مايقلق مضجع الفرح في كوني ؟ !
تنضب شرايين النزف حزناً على أوصال فؤادٍٍ قطعها البعد / النأي . .
ويتجدد النوح ولهاً في نهاية كل يوم غيابٍ مميتٍ مقيت . .
سيدتي . .
والعطر وصلك . . ينتشي على ذكراه كل خليةٍ من خلايا جسدي المنهك
بربكِ أي حزن سيوقظه القدر في حضرتك / وصلك ؟!
لاحزن يتعاظم وينتشر إن ضيّق وصلك عليه الخناق . .
فـ انطواءك بمنأىً عن حدودي خوفا من تقاسيم حزنكِ على عزفي بكِ
وتذرعاً بمخالب الزمن وأنيابه وعقد الحياة وتعقيدات ظروفها لـ تبرير كل هذا
التغير الواضح في ملامحكِ التي عرفتكِ بها . .
هي مايجعل الحزن . . يصبح البطل . . وسيد كوني . .
سيدتي . .
أي فرحٍ وابتسامة تتشكل على محيا التعب في غيابك ؟
إن كان الفرح . . يكبر وصلاً ويتلاشى فُقداً / بعداً / جفاءً . .
ياملامح النور . . بل أيها النور المتشكل في كل زوايا الدنيا
لايعلم الحزن صدراً احتواه كـ صدري . .
ولايعترف الألم . . بروحٍ أنهكها إلا روحي . .
ولا يعترف عقلي وقلبي من جمال هذا الكون . . بأي جمالٍ غير جمال وصلكِ وحضورك
ولم أعي . . معنى الغربة إلا في غيابكِ عني . .
يامزاجية الحضور . .
وإن أسدل ليل الوحشة / الغياب . . ظلمته ودثر به الدنى
وإن أمطرت السماء . . بؤساً . . وإن أنبتت الأرض شؤماً . .
لايعنيني من كل هذا . . إلا أن تتوسد عيناي . . نظراتك . .
ويلتحف غيابكِ بـ وصلك . . ويبتسم القمر . . في حضرتي . .
ياروحي المتعبة . .
وإن صيرتنا . . الترهات . . لـ محال . . وإن بددت أحلامنا . . الخزعبلات . .
فـ لـ نموت . . معاً . . او نحيا . . معاً . .
أوا ليس . . لـ الموت معاً لـذة . . تساوي لذة الحياة معاً ؟
ياملامحي . . والحزن سيدها . .
أي سعدٍ يتبقى إن نُعيِّت روحك .. المذابة في شراييني ؟؟
أي عمرٍ . . يُرتجى . . إن غادر النور . . عيناي . . اللتان يسكنهما . . ضياؤكِ . .؟!
ياعمري المتبقي . . من عمري المنهك . .
وروحي المتعلقة . . ببقايا حياةٍ . . يَعِدُها الموت .. بـ الوأد / البعد . .
أي طرفٍ . . آخر يُغني من الموت/ البعد شيئا ؟!
يانبض الفؤاد المتهالكُ حزناً على فُقدك . .
لاتُتعبي . . نفسك . . وتجهدي روحك . .
سأتوسد ذراعكِ . . ونبحر معاً . . برفقة ربانٍ لايعرف الرحمة/ الموت ..
ولتكن . . فاتحة الوفاء . . عربون تضحية يقرأها العاشقون من بعدنا على روحينا . .
ياأنثاي . . ووجه حياتي الأبيض . .
هل تحسبيني ذا قدرةٍ على تَحمُل مراقبتكِ . . تغادرُ أغصانكِ أرضي ؟!
لو كان قلبي . . من حجر .. لـ أضحى ماءً . . حُباً . . فُقداً . . وحسرةً .
فما بالكِ بـ قلبٍ منهكٍ بكِ ولكِ . . ؟
أوا ليس لـ البقاء بعد . . تلاشي روحي / ملامحي غُصةً . . تفيض بها الروح ؟
لكِ الكل
سعدُكِ