(30)
قطعة القلب بل القلب كله ..
سيدتي . .
تجويفي القلبي المزدحم بك
والمتخم بـ مشاعره تجاهك يحتاج لـ ترتيب . .
لم يكن ترتيبه يوماً أبجدياً وأنتِ كل
أبجدياته . .
ولا رقمياً وأنت فيه الرقم الأصعب والأغلى
والأنفس . .
يحتاج لأنامل وصلك ليعيد ترتيب تلك المشاعر
المتضاربة بين العتب / الزعل ، الحب / الشوق
بعد أن بعثره التعب والشغب واللهفة والحنين
لأيامٍ كان يعيشها وهو الأبجدية الأولى في
حياتك . .
مليكتي . .
ماذاك التجويف إلا بدوياً انهكهه المسير
والعطش . .
حتى أصبح يخيل إليه أن الأفق واحة غناء . .
يطرد السراب ويتبعه ودافعه لـ ذلك الطرد
المستمر والتتبع الواضح ماهو إلا الشعور الشديد
بالعطش . .
وماأنا إلا ذلك البدوي الضامي . .
شعوري بالظمأ لوصلك يجعل كل مالاح من لحظات
الغياب مدعاة لي بالاندفاع نحوه والارتقاء في
قمته لعلي أراك في الجهة الأخرى وحتى لاتغيبِ عن
ناظري . .
ماالعتب يانبض فؤادي إلا نبضاً أعجزه الطرد
وتسارع الزمن ومضيه سلباً في حياتنا . .
سيدتي ياذات الأنفة والكبرياء . .
قد تزعجك القيود وتأخذك الظنون أني أحاول بها
تحجيم حضورك الممتد في هذه الحياة ومحاولة مني
لـ السيطرة على ذلك الامتداد . .
ولكن ليس الأمر كما تظنين وتعتقدين . .
ماهو الا محاولة لـ دق جرس الميدان لـ لفت
الانتباه والتذكير
( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )
أنا أعرف تمردك / عنفوانك / أنفتك وكبريائك
أعلم جيداً معنى السطوة والقوة في تفاصيلك . .
ولم يغب ذلك عن ذاكرتي يوماً . .
فـ عراقة نسبك وامتداد جذورها في التاريخ هي
التي تعطيك التخويل الكامل بكل تلك المميزات
والصفات . .
لم أحاول يوماً أن اكون وصياً عليكِ بل
حبيباً / وطناً / سعداً / ملاذاً / طفلاً
وطني أنتِ . .
وأنا مُشردٌ وجدت فيك ملاذي ومأمني . .
ياسيدة قلب سعد . .
قلتي ذات تضجر :
" مابقى ألا تأخذ لك عصا وتضربني "
صمت حينها بعد أن كنت خرجت عن
هدوئي المعتاد معاتباً . .
أتعلمين فيما كان صمتي ؟!
لم يكن ندماً فما كنت سأندم يوماً على فعل صحيح
أقوم به . .
ولكن كانت لحظة قلق / خوف / تفكير عميق
فيما لو جمح بكِ التفكير لافتعال زوبعة تكون
حجة . .
لـ بُعد أطول وجفوة أشد ألماً . .
ماعساني أفعل ؟
وأنتِ في حياتي كل حياتي . .
ربما عرفتيني هادئاً / وديعاً
ولكن مالم تعرفيه يامليكتي . .
أن بعدك ذلك والفجوة التي صنعها غيابك قد يغير
ملامح وجهي عليك فتنكريني ولاتعرفيني . .
فأنتِ سبب سعدي وهدوئي ووداعتي وكل فرحٍ
أعيشه ولن أسمح لأي شيء أن يسلبني كل تلك
الاشياء الجميلة . .
.
.
.
( . . . . . . . . . . )
لاشيء يستحق أن ابتسم من أجله إن لم يكن من أجلك . . وبوجودك . .
فـــ عذراً أولاً وآخراً . .
لكِ أسفي
سعدكِ