أُفَتِّشُ بَيْنَ أَكْوَامٍ مِن سنابل الضوء المختبئ في جيب أمسياتي عن حبٌ معتق نضج على عين اشتياقاتي ..اعتصرت خمرته من عروق عناقيد وجنتيك وسكبته في آنية ابتهالاتي.. حبيبتي .. قَصَّبتُ وشوشات الخزامى المتكئة على أهداب عشقي لك فائتلقتْ أبجدياتي ..وَأثملت طرباً حنجرة عصفور راح يزقزقك أعذب الأغنيات .. و فركت جفون المعاني الغافيات على كتف عرائش الياسمين المتعكزة على حيطان أوردتي .. فتشعشعت هفهفات التوليب و الجوري و أنفقت نبضاتي لتأثيث قصيدة تمتطيها أنفاسك هودج عطر تزغرد لها قوافل الهوى ..
يا سادنة الحسن .. حبيبتي .. يا مساحاتٌ من الرُّمانِ في قلبي .. يصافح لونها خضاب شراييني ويلثم زهرها شفاه حنيني .. يا عشق سنيني .. يا من مشطت فجر فرحتي بهفهفات عينيها .. فتصابى الشوق المسكون فيّ و قطف فاكهة الوصال من أغصان قمر يسرح في بيادر دمي واكتظت سلال روحي بانتشاءات ثغر تقطّر زبرداً ..
يا خفق.. يا روح القصيد المتعلق بأستار كعبة حبها .. ارجم بحجرات العشق شيطان العذاب و وهرول أشواطاً من العشق بين صفا قلبها و مروة نبضها .. و أقم صلاة الهوى في خدرها العتيق وهز بجذع الرؤى لتساقط بتلات الضوء من شمس وجنتيها ..
حبيبتي .. يا اشتهاءات الروح الهائمة في فضاءات أيامي .. ارم إلي بقميص حبك لتبصر عيون لحظاتي فرحا .. لتتكوثر قصائد النعناع على ضفاف أمنياتي .. يا مشكاة الهوى .. يا بنت الياسمين و زقزقة التوليب و عندلة الجوري .. يا قُبلة الحب على شفاه كلماتي .. يا سر تجدد الحب مطلع كل خفقة .. يا من تلاشت بك كل الأسماء فكنت أسلمها وأسماها و سماها ومنبعها و مرساها .. و أنسها و أنيسها و إيناسها .. و عطاؤها و عبقها وحنين حروفها ..
حبيبتي .. يا سِفر العشق المنمق المكتوب من أنفاس الأوركيد .. أحبك يا وحي الالهام .. أحبك لتشرق العيون والشفاه بالأنوار .. و تهطل الأمطار .. و تتراقص الأطيار.. وتولد الأشعار .. فترتدي الأبجدية قميص قصيدتي وتزرزره حول جيدها و من عسجد خفقها كل القصائد تتأنق .. يا حبي الأندى الأسمى .. أحبك ولفرط حبي عشقتك الزهور والنجوم والأفعال والأسماء والإعرابُ والسطور والأقلام والأفكارْ .. أحبك الجوريّ والنسرين والنوارْ .. سكِر بك النخيل والصفصاف والعرعارْ .. يا سليمة الروح بعطر أنفاسك غرقت الخمائل و الدوح .. و أنا أستنشق الهواء من أنفاسك .. ودورة الدماء في عروقي من قلبك الكبير في عروقي تُدارْ ..
رشّي –حبيبتي- على القلب المُعَنّى رشّةً من كرز شفتيك فلربّما يخبو اللهيب وينطفي .. و شمّي ولهي بك مثل حديقةٍ وترفّقي بورودهِ إن تقطفي .. و كرري حروف اسمي على قيثار صوتك لتهجع الآه في خافقي و تختفي .. فتعالي يا عنوان عطري نطرز المساء نجوماً و وروداً .. ففيك اليوم للحب عيد .. فأنا جئتك قبل العبير و قبل العصافير .. وكل شهقات انتظاراتي تردد صدى اسمك .. فينتفض ليرد نزار "أنا عنك ما أخبرتهم .. لكنهم .. لمحوك تغتسلين في أحداقي .. أنا عنك ما كلمتهم .. لكنهم .. قرأوك في حبري وفي أوراقي.. للحب رائحة .. وليس بوسعها.. أن لا تفوح .. مزارع الدراق".. ويعود الصدى .. يملئ المدى .. كل عام و أنت حبيبتي .. ليوقظ الشحارير و العنادل و البلابل و شقائق النعمان .. و تنهمر بالترتيل .. لتكوني أنت وحدك خفق المطر و ذات نوني النبض .. كل عام و أنت حبيبتي ..