يقول العظيم محمود درويش :
عصافير خلقت لتغني على الينابيع الزرقاء
وفي الآفاق الزرقاء بانطلاق أزرق
شاء لها القدر أن تضيع
وتتحرق بلا سماء.. وبدون أرض
وراء أسلاك الصمت والضياع!
لهذه العصافير أغني.. وأتألم.. وأثور..!
ولأجلها أصرخ في وجه الشمس كي تحيك من خيوط أشعتها
ريشاً لها لتنطلق غداً من جديد
و لغد هذه العصافير أقدّم قصائدي!
و ستظل الثلاثية المقدسة :
بين غموض الألوان و صرير الأقلام و خرير الماء
سر دفين لثلاثية مقدسة
لا يدرك أبعادها سوى قلوب تستحق الحياة
و لوحات تستحق البقاء
هيَ تعويذة ريشة الإلهام !
هُنا و فقط هُنا لا مكان سوى لـ صمت الحناجر
تحكي و تبوح بكل أسرار ريشة نوارس البحار
هُنا الفانوس المتوهج في محراب صمت الحملان
هُنا تربة تعشق زهور الأقحوان
هُنا الحنين إلى رونق حاضن لـ ربيع الأيام
هُنا مدار الفصول المتعاقبة يتشكلُ بريشة رسام
هُنا تعلمت كيف أسرد تداخل الأزمان في ملكوت الخيال !
هُنا عبث ريشتي المتواضعة و خيالي الجامح
حين النقش على جدارية الأشجان
بـ صخب علبة ألواني و قُبلة صباح و نقطة و من أول السطر !
رؤية نورس النيل
يناير 2019