غابَ قلبي في الثّرى إذ وَدّعَك
والمُنى في اللّحْدِ أن يَبقى مَعَك
مَن رَأى دَمعي وَقَد بَلّ الثّرى
ظَنّ أنّ الدّمع عاد فَأُرجعَك
لم أنتبِه تلك الجُموع وقَد أتوا
حين العَزاء، فَلَيسَ غيري شَيّعَك
كنتُ قُربَكَ حين ولّوا والمُنى
قبْركَ القلبُ الذي قَدْ وَدّعَك
ليتني إذ جئتُ قَبرَكَ تَرتَوي
من حنينٍ فاضَ كَيْمَا يَجْمعَك
يا لَقلبي حينَ شتّتَهُ النّوى
لَيسَ يترُكُهُ الأسى مُذْ ضَيّعَك
الكرامةُ والسّماحةُ والنّدى
والمكارم كلها تثوي معك
ليتَ قبركَ حينَ ضمّكَ روضةً
في حِمَى الرّحمنِ قلبي استَودعك