العالم العربي لم يكن مستعدا يوما للنقد، و يحاول جاهدا أن يبقى ذلك الخائف المستريب من كلمة " النقد" و " الناقد"
صارت وراثة جينية، حتى في زمن لم يعد يعترف فيه أصحابه، ثم تقنياته بخصوصية الشعور، أو الهوية.. ربما من باب: هذا ما وجدنا عليه آباءنا
عادة التكبر و تزكية النفس..عادة جاهلية لصيقة مهما تمدنت القشور.
و للأسف زاد الطين بلة، صدمته ممن تصدروا النقد، ثم دلفوه من باب العاطفة إما حبا و هياما و تملقا فرفعوا من ليس أهلا للرفعة، و لا المدح،
و حطوا بمن كرهوا ..و هنا من باب سوء استغلال الأداء، و وضع الشخص غير المناسب أخلاقيا في مكان " الناقد" الذي ينوي العناية بالعمل الأدبي و الأخذ بيده إلى سمو المعنى و سلامة الكلمة، مع مراعاة الجانب الإنساني السامي لشخص الكاتب، و احترامه أنه أساس النص، و ميلاده، و لو لا هذا ما وجد ما ينقد أو يكتسب منه صفته و درجته الأدبية.
كالعادة غلبة الجانب السيء، و استباقه في التصدر، أغضى الطرف عند الكثيرين إلى التجنب، أو التحاشي، و التخوف، ثم الوسوسة و الشك للدخول في حالة مرضية موسوسة ناحية كل شخص يسدي نصيحة للتصحيح أو الارتقاء بالاثنين: النص و الكاتب، سعيا للارتقاء بالساحة الأدبية، و تخليصها من روتين الشوائب، نحو تغيير أسمى.
:
قل لي ماذا تقرأ ، أقل لك من أنت،
قل لي لمن تقرأ ، أقل لك أي عقلية و نفسية أنت .
أخي الكاتب ، " مهارة النقد" " الشخصية الناقدة" " إلى من أسدي نصوصي و أطلب مشورته،ثم استقبل نصائحه بنفسية طيبة و بكل احترام" " شخصيتي كمتلقي و مستفيد"
قضايا مهمة علينا العناية بها جنبا إلى جنب، حفاظا على عقولنا من قراءات هدامة لنفوسنا، و لمعتقداتنا، و لأرواحنا بالتالي.
فشكرا لك، و دمت بخير و طمأنينة.