أيها السيدات والسادة
من منكم يذكر
تلك الفاتنة
التي كتبتها شعراً
وتمايلت بحبها نثراً
من منكم يحب استعادة الذكريات
من منكم يستهويه نبش الصدور
أتذكرون
( سيدة نساء الشمال )
نعم هي تلك الفاتنة
تكلمت عنها كثيرا
وحلقت معها أكثر
عانقتها فكراً
وعانقتني أدباً
كتبتها ذات مساء
في ليلة الحرف
وذات مره جلدت ذاتي لأرضي
غرورها
شربت معها فنجان قهوتي
ورسمت نافذة حجرتها في ثنايا
دفتري
أحببتها جهراً
أعلنت حبي لها وأنتم شهود
أظنكم مازلتم تذكرون
تلك المتمردة
أبعدوني عنها قسراً
وهي تعلم
نفوني من مدينتها
وهي تعلم
أخذوني من بين يديها
وهي تعلم
تعلم أني أحبها
وتعلم أني ما رضيت بغيرها
وهي تعلم وأنا أعلم بأنها
ستمر من هنا
ولكني أتحداها
أن تجرؤ على البوح
مرة أخرى
وأتحداها أن تجرؤ على عشقي
مرة أخرى
فقد شوهت قلبها قبل قلبي
وبعثرت حبها قبل حبي
ومزقت كتبها قبل كتبي
معذرة
أيها السيدات والسادة
فهذه ليست قسوة
فأنا أحمل قلبا لا يؤمن بالقسوة
وكذلك هي خير من يعلم
بأني فعلت في حبها المعجزات
أبحرت مع حبها ضد التيار
وحاربت طول ليلي والنهار
أفنيت دمي وأنا اكتب لها
ذقت مرارة ألغربه
لأجلها
كنت أحمل ورده
وكانت تحمل سكينا
ماذا بعد عساي أن أقول؟
سأتركها للزمن
سأترك جرحي للزمن
وسأترك ألمي للزمن
وهي إن مرت ذات يوم من هنا
فقولوا لها
( في الصيف يداك ضيعت اللبن )