بل أضعنا الدين، فكل شيء بعده ضائع و باطل، و هباء،
حين نحمل الإسلام السلام وطنا، فكل الأرض قبيلة واحدة.
و حين تبتعد القبيلة عن الدين، و تتبع التقاليد و الأعراف دينا لها، حتما الحادثات، و الأيام لا ثوابت لها في ذلك، و تحدث الجديد، و من سنتها التغيير، و التجديد.
فتقاليد اليوم و عاداتها لا تناسب الأمس و لا الغد، و هكذا ..و تضيع الحسبة،
غياب الثابت أخي الفاضل، و هو مباديء دين يوحد القلوب و العقول.. هو ما نفتقد في غياب كل جميل نحن إليه اليوم،
صلة الأرحام شريعة سامية، و ما يترتب على هذه الصلة من حقوق و واجبات متبادلة بعدل، و حكمة، من أوامر الدين الذي شمل البشرية في كل زمان و مكان، و حاجاتهم القويمة، و فطرتهم السليمة التي تحتاج للغير بصفته العون، و المساند على كبد الحياة(الصاحب بالجنب، و الاخوة، الوالدان، الجار الصاحب، و عابر السبيل، و مستحقي الصدقات و المؤلفة قلوبهم...الخ) فلم يترك أحدا إلا و سخر له حاجته لما فيه صلاحه، و حفظ كرامته بين أقاربه، أو بعيدا.
الدين الذي مذ جاء، رسخ المعاني الإنسانية الجميلة، و نهانا عن سوءات القلوب، و رغباتها في العصبية الجوفاء، و التباعد السوء،و ما أروع القبيلة اجتماعا على قلب واحد، فتتسم بسمات الدين الحنيف، و تبتعد عن العصبيات، و الجاهليات فيما يضرها، و يقل من قيمتها، و يذهب ريحها؛و يضعفها شتاتا و فرقة.
دمت بخير و سعادة.