[علي الامين]

رسائل الى سيدة مستبدة
الرسالة الأولى

سيدتي
لايهم أن أعود إلى الدرجة السياحية فكل من معي على شاكلتي كما يحب ان يسمي البعض نفسه (حديقة)

وما تعودت السفر إلا والجنون حليف أيامي أضحك من القلب وابكي من القلب واحزن من القلب

تسندني أيادي من يروني كما أنا ولا ينظرون كم تحمل يدي حين أخرجها بيضاء من جيب معطفي
سيدتي
ما بين غناكِ وفقري مسافة شاسعة من واقعية الإدراك

وبساتين الفقراء تختلف عن جنات الأغنياء

في بطحائنا تنمو أشجار الضمير وأزهار الوفاء وفاكهتنا الكفاف

يشبعنا رغيف حُب نعصر لهُ من عرقنا أدام يكون كرحيق الملكات.

يكفينا نصف كوب اللذة فالنهم للأشياء يصيب بالتخمة الفاجعة

والجوع الفاحش يزيغ النظر إلى ما يملك الغير فتطلب النفس أكثر مما يشبعها .
لستُ بلائم لكِ فمنذ أن جئت الأرض وفمكِ مملوء ذهبا وسريرك ريشا زغبا .
أصاب العطب نفسك فصورت لكِ أن كل ما ترينه هو ملك يمين

تأخذينه متى ما رغبتي وترمينه متى ما ملت منه أصابعك .
رسالتي الأولى
وأرجو أن يتسع صدركِ لمقال الإنسان قبل أن يغتالكِ الزمان
فكلنا سنعود للتراب للأم الروم تلك الأرض الحانية العاشقة النبيلة
وتذكريني دوماً
أنا.....الرجل المجنون

علي الامين
20/5/2016