من: ذنب ومغفره
بعض مني يخاف انـك تضـل .. وبعض مني يخاف أنك تسافر
الشعور بالأنقسام إلى إتجاهين مختلفين .. مربك للمشاعر
وفي هذه الأبيات يوضح الشاعر تلك الحيرة
التي تتجاذبه بإتجاهين .. كلاً منهما يخالف الآخر
فهو يعلن عن مخاوف مشتتة داخل روحه .. تتنازعه
وما أصعبه من إحساس يجعل المرء
يقف في منتصف الطريق
يحتار في إختيار الوجهة التي .. يرغبها
أو يرغم على إختيار .. ما لا يرغبه
ذلك العافتي .. يخاطب روحاً تسكنه
فيخشى أن .. تبقى
وفي المقابل يخشى .. سفرها
وربما الشاعر هنا
لا يعني البقاء .. والسفر .. المعتادان
فسياق الأبيات لا يوحي بذلك
ولم يتعرض قولاً للفراق وأثره
ولو شطراً من بيت ليكون دلالة على أن
ما يقصده هو السفر أو البقاء بالقرب منه
ولكن هو يعني خلاف ذلك
لما يجده في نفسه من رهبة وخوف .. لهما أثراً كبيراً
فيخشى أن يبقى الحبيب حبيباً له
لما في ذلك من معاناة
أتعبت مشاعره .. ويخشى إستمرارها
أو أن يكون هناك إرتحالاً له من روحه
ليكون الإرتحال .. الذي هو بصدده
سفر المشاعر وإبتعادها
بين أقول الصواب وبين أزل .. ضعت فيك متجاذب ومتنــافر
ويعود في هذا البيت متسائلاً بنفس تلك المخاوف
بأنه واقع بين قول الحقيقة التي تدعوه
للتمسك بتلك الروح التي تسكنه
أو يزل لسانه بمخالفة تلك الحقيقة
وقد استطاع بتمكن الشاعر الفذ أن يرسم صورة
لما يجده من ضياع في التصرف .. وحيرة تتملكة
من خلال إستعارة جداً رائعة
لقانون التجاذب والتنافر الذي تمارسه عليه الحبيبة
خـلني فيــك ضــايع لين أدل .. وأنهزم منك لجل أرتد ظـافر
يأخذنا إلى جمال لغوي أخر
فهو لا ينوي الإبتعاد كحقيقة فهو محب
ضائع ينشد السكينة والإستقرار النفسي .. وسيستدل عليهما
وما أنهزامه سوى إبتعاد وقتي يمارسه على نفسه كي يعود
أدراجه إليها .. محملاً بالشوق والهفة
أمتليت بغــلاك وفضت غــل .. وفرت الشوك تعني الورد وافر
ويوضح في هذا البيت الجميل
مدى الغلا الذي شربه حد الإمتلاء .. ولم يرتوي
ولكن مع ذلك ينكر عليه ما يجده منه من جفاء وصد وبعد وقرب
فاض به بصورة ألم وعطش .. وليس كرهاً
مما جعله يقع في الحيرة والخوف
ويبرر لنفسه بأجمل صور الإستعارة
بأن الشوك عنوان الورد
وكثرة الأشواك ليست إلا دلالة على جمال الورد وكثرة وجوده
فحالة الغلا هنا يشبهها .. بالورد
وما الأشواك .. سوى مايجده من الحبيب
وهناك .. جمال لا يدركه سوى فهد عافت
شكراً .. قايد الحربي
ولك .. باقات من الورود بعد نزع أشواكها
Nـفع الـQـطوف