منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - على هامش الذاكره (ويحكى آن )
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-07-2016, 09:39 PM   #1
فاطمة جلال
( كاتبة )

Lightbulb على هامش الذاكره (ويحكى آن )


على هامش الذاكره (ويحكى آن )

بعد سنوات من التخرج ...
أي وجع تحمله لي الأيام أي حزن يسكن روحي ...ما أتعسني وما أتعس الصدف التي تجمعنا بلا معياد
لتلقي بها الأيام في طريقي المرصوف بالدموع..

يحضرني في ساعتي هذه والمساء المبلل بدموع المطر وفنجان قهوتي وصديقة الحياة الجامعية بعدما فرقتنا الأيام وأغلقت
المدائن أبوابها واجتاحتنا دبابات القهر أعلن الزمن الحداد وتوقفت بي الأيام رأيتها تحمل بيدها رضيعا والأخر يَشدُّ بثوبها وسط الزحام ،
لم تكنْ عادتي تصفح الوجوه فالشوارع مزدحمة والمدينة تمضي إلى نهايات الحلم ، أ حمل أوجاع يوم عمل ثقيل
وخيبات رسمتها بعيوني على أرصفة قد حفظت وقع الخطى .
يا الهي ...هناء صديقتي ...لا ..لا أصدق ما تراه عيوني
أي قدر قد جمعني بك وأي مساء يحمل لي ريح الصبا..
- ناديت بصوت عالٍ.... هناء !!!
اقتربت منها ، صافحتها بحرارة ومن شدة فرحي عانقتها طويلا ، وهمست في أذنها
- لو أنك تعلمين كم أنا في شوق اليك ولكنني ما لبثت أن شعرت ببرودة غريبة ، وردة فعل لك اكن اتوقعها قلت لها

- ما بكِ ....!!
أشعر كأن هناك خطب ما ..!! يبدو انني قد بالغت في اطلاق مشاعري ، فانت تعلمين أن عفويتي دائما ما تسبقني .

- لا لا... أبدا يا مريم ..فالصدفة جعلتني أفقد حواسي الخمس.
- كم انا محظوظة أن التقي بك بعد كل هذه السنوات ، لقد كبرنا يا هناء ومضى العمر بنا وكم تمنيت أن
أعرف عنك أي خبر فمنذ الانتفاضة الأولى أضعت كل الرفاق ، ما شاء الله هؤلاء أطفالك ...؟؟؟

- شكرا لك عزيزتي
- تبارك الله ... ما رأيك بأن نشرب فنجان قهوة كأيام الزمن الماضي .
-أبدا ...وإنما ...
- لا ..لا... لن أقبل أي اعتذار ...لن أطيل عليك هي خمس دقائق فقط
فأنا بشوق للحديث معك..لن أجعلك تتأخرين ...فالمقهى على بعد خطوات من هنا
((شعرت بتردد غريب كأنها تريد الهروب مني ...ولم أدرك ما وراء هذا التردد ؛
حينها قلت لها أنك تختزلين الكلام بأنصاف جمل وكلمات مبتورة ))
- لا عليك عزيزتي يكفيني أني اطمئننت على أخبارك .
نظرتْ الي بطرف عينها ، وطفلتها تبكي ، كأننها شدّت عليها بيدها وتقول كفاك بكاءا يا مريم اصمتي ....
- هوني عليك يا هناء ...
اقتربت من الطفلة وقلت في سري سبحان الخالق وسألت الطفلة ما اسمك
بصوت يملؤه الدموع
- مريم
- كم هو جميل اسمك يا مريم ...أنا أيضا اسمي مريم
ضممتها الى صدري حتى هدأت روحها ، وكانت هناء ترمقني بنظرات لم أفهم أبعادها لا الزمانية ولا المكانية
وقالت

- لحظة ...أريد أن أجري اتصالا لأخبر زوجي أنني سوف أتأخر عليه قليلا.
- خذي وقتك ...
وبقيت أدلل بمريم الصغيرة .، وابتعدت هناء لتجري اتصالها وبقيت أنتظر ...
....

فاطمة -
ويحكى آن ... يتبع-

[

 

فاطمة جلال غير متصل   رد مع اقتباس