لا تعبأ بهذه الرسالة، كتبتها ذات غفلة مني، ولا تحاسبني عليها، إنها تحمل في طياتها الكثير من الشوق والمحبة رغم كل شيء، وأن كان قلبي لازال منكسراً، لكنني أشتاقك كثيراً، لا يكترث شعوري بذاك الغضب المتسمر داخلي والذي يقف أمامي الآن كالمارد الهائج، دعك منه الآن... حدثني عن أحوالك وغياباتك التي عهدتها كثيراً منك، سوف يضحك من يقرأني أنني اعتدت غيابك وأنا في أشد الحاجة إليك.
يومي كان صعيباً جدا وبكيت كثيراً، ومازال في صدري غصة مما حصل اليوم لي والذي لا تعرفه بالتأكيد كباقي اللحظات التي لم تتوغل في تفاصيلها يوماً.
ها أنا أزيدك قلقاً ولا أستمتع بذلك البتة، لكنني إن لم أكتب لك هذه الكلمات وحتى لو لم تقرأني، فلا بأس دعني أتحدث أنا ونفسي، لن تسأم الرسائل مني، لأنني أبث فيها حدثاً جديداً مختلفاً عما تعهده من مريم، مريم تتألم وتناجي الله أن يهدأ بالها وتدعو الله ألا تحتاج لطرق بابك المغلق دوماً.
كم وددت أن تحاول نزع ذاك الغضب الذي أنت سببه، أراك تنسحب ككل المعارك التي تخوضها وتفشل دائماً أمامي، سحقاً لانسحاباتك، وتباً لبرودة أعصابك، ففي كل مرة تثبت لي أنني لا أستحق أن تحارب ظنوني وارتياباتي، تتركني كغيوم الصيف التي لا تغني ولا تمطر من قفر، لأنتشر في سماءِ الحيرة فأختفي تماماً وأنت تنظر.
ليس ضعفاً شتاتي هذا، أعتبره قوة أن أحدثك بكل أريحية، ولا أخجل أو أتردد، لا عليك قلت لك منذ البداية لا تأبه بهذه الرسالة الغريبة مني، سحقاً للشوق الذي يغلبني دائماً وسحقاً لك يا رسائل.