منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أناجيك أمي
الموضوع: أناجيك أمي
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-12-2015, 01:21 PM   #1
سلمان ملوح
( كاتب )

الصورة الرمزية سلمان ملوح

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 924

سلمان ملوح لديها سمعة وراء السمعةسلمان ملوح لديها سمعة وراء السمعةسلمان ملوح لديها سمعة وراء السمعةسلمان ملوح لديها سمعة وراء السمعةسلمان ملوح لديها سمعة وراء السمعةسلمان ملوح لديها سمعة وراء السمعةسلمان ملوح لديها سمعة وراء السمعةسلمان ملوح لديها سمعة وراء السمعةسلمان ملوح لديها سمعة وراء السمعةسلمان ملوح لديها سمعة وراء السمعةسلمان ملوح لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي أناجيك أمي


أمي/ أول هواء تنفسته في رحمك , وآخر هواء أريد تنفسه في حضنك ؛ لا حاجة لي في حياة لستِ فيها !

أمي / لا أعرف أحداً من الناس أدخلتُ عليه حزناً مثلما أدخلتُ عليكِ , ولا أحداً تنكرتُ ليده عندي مثلك , وليتكِ تقابلين إساءتي بمثلها ! لكان أهون علي , ولكني لا أرى منك إلا قلباً نابضاً بالرحمات ولساناً لاهجاً بالدعوات!

أمي/ إني ليحزنني أن تموتي قبلي ؛ لعلمي أني لا أنتفع بحياة بعدك , وإني ليحزنني أن أموت قبلك ؛ لأني لا أريد أن أكون سبباً في إدخال الحزن عليكِ , ولو أنّ للإنسان ما تمنى , لتمنتُ أن يضرب الموتُ لي ولك موعداً واحداً نخرج به من الدنيا !

أمي/ إذا وقفتُ بين يديكِ ونظرتُ لنفسي في مرآة وجهك الصافية فلا أرى إلا جنيناً لا يجد طعاماً إلا مما تطعمين ولا شراباً إلا مما تشربين ولا قراراً إلا قرارك المكين !

أمي/ إن أردت لي السعادة فلا تُظهري لي كل هذه الرحمة والعطف ؛ فوالله إنك لتعذبينني بذلك وأنت لا تشعرين , اقسي عليّ قليلاً واجفني أحياناً فإنّ ذلك أرفق بي وأهون علي من أراكِ راحمة عاطفة . وأنّى لكِ ذلك ؟!

أمي / رأيت في الناس كراماً يجودون بعقائل أموالهم ونفائس أملاكهم ! ولكن لم أرَ فيهم من بلغ به كرمه أن يجود بنفسه و صحته لغيره إلا أنتِ ,

يجود بالنفس إن ضنّ الجواد بها والجود بالنفس أقصى غاية الجودِ

أمي / عهدي بالدائن يسعى وراء مدينه حتى يتقاضى منه حقه غير منقوص , ولكن لم أر دائنا يسعى وراء مدينه ليزيده ويعطيه لا ليتقاضاه إلا أنتِ !

أمي/ أجد في قربي منكِ ـ على ضعف قوتك ونحول عودك ـ ظلاً وارفاً من الأمن والسلام , وأشعر أني أصبحت في مأمن من غوائل الزمان ولم أر في حياتي ضعيفا يكون مصدرا أمن إلا أنتِ !

أمي/ يعمل المؤمن الصالحات راجياً ثوابا ربه وحسن المآب , ويجود الجواد بماله طامعاً في حسن الأحدوثة وطيب الثناء , وهكذا كل عامل ينظر بعمله ثوابا ويرجو عليه أجراً , ولم أر عاملا يعمل ويكد مستغرقاً في ذلك حياته كلها وهو لا يرجو ثواباً إلا أنتِ !

أمي / إن من إنسان إلا وفيه داعيان من خير وشر , وصفتان من حمد وذم ولكن لم أر إنساناً اقتصر داعيه على الخير وانحصرت صفاته في الحمد ؛ فهو رحمة لا يعرف قسوة , ولين لا يعرف شدة , وعطاء لا يعرف منعا , وإحسان لا يعرف إساءة , وحب لا يعرف كرها , ووفاء لا يعرف خيانة إلا أنت ِ!

أمي / تجد النفوس في مقامها بين يدى الأقوياء من ذوي الجاه رهبة وهيبة , ولكن لم أجد ضعيفاً قليل الحيلة يكون في مقامي بين يديه هيبة ورهبة إلا أنتِ !
أهابك إجلالا وما بك قدرة على ولكن ملئ عين حبيبها

 

سلمان ملوح غير متصل   رد مع اقتباس