منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - سَاعَةٌ مِنَ التَّوَاصُلِ المُبَاشَرِ | [9] | أَبْعَادُ اللون
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-29-2015, 11:42 PM   #5
خديجة إبراهيم

( شاعرة وكاتبة )
مؤسس

افتراضي




- دائمًا ما يتآخى الفنَّان الرَّسَّام والشَّاعر؛ فيكونانِ لوحة وقصيدة. لأيِّ مدى يُضيف الشَّاعر للرَّسَّام، ويُضيف الرَّسَّام للشَّاعر؟
كما يأخذ الشعر أبعاداً ومضامين تتواصل مع الصورة المرئية والمسموعة فاتحاً بذلك آفاقاً واسعة لتأملات مختلفة تتعدى زمناً معيناً أو أسلوباً بعينه، ايضاً الرسم وجهاً آخر للتواصل والتمازج الشعري من حيث اللون والمساحات والأشكال المتناغمة، والتي تبحث في شاعرية الصورة.
فكلاهما يضيفان بعداً جمالياً وحسياً يفتحان آفاقاً واسعة حين يمتزجان في عمل فني واحد


_كما تعكس كتابات كاتب من الكُتَّاب حالتة النَّفسيَّة الَّتي عاشها من لحظة ولادة نصٍّ من نصوصه وحتَّى اكتماله، وما قبل ذلك وما بعده، هل ينطبق الأمر ذاته على اللَّوحة وفنَّانها؟ بحيث يُمكننا من اللَّوحة معرفة الحالة التي عاشها الفنَّان ومعرفة أطوارها.؟

عادة تشكل آخر لوحة للفنان حدث مهم في حياته ففي احدى لوحات بيكاسو وهي لوحة جدارية كبيرة نرى مشـهـد ذعـر وألـم وبـلبلـة يـحـيـط ببـعض البشـر أثـنـاء حـدوث اعتـداء عليـهـم.. مـنـهـم مـن يصرخ ومنهم من يبكي ومنهم مـن يـستغيث أو من يحاول الهرب ، ومـنهم من ألـقـي أرضـاً صـريـع هـذا الحـدث الدمـوي ، إضافة إلى إمـرأة تصرخ وهي تـحـمل طـفـلاً .
وقد استعمل بيكاسو فيها بـعض الرموز التي تدل على الحرب كالسكيـن والحصان والثـور..وربـما الثـور جـاء هـنا رمـزاً للهـمجيـة والـعـنف المـمـارس فـي الحـروب. وممـا يـلفت النـظر فـي هـذه اللـوحـة أنهـا رسـمت باللونيـن الأبيـض والأسـود إشارة إلى سـوداويـة الـحرب وبشـاعتـهـا. ويشـار هنا إلـى أن بيـكـاسـو كـان رسـاماً يسارياً منـتمياً إلـى فـئـة الضعفاء والمسـاكيـن، وكـان تعاطفه معهم بارزاً في أكثر لوحاته
وقد أصبحت اليوم لـوحـة "غـورنيكـا" رمـزاً عالمياً مضاداً للحرب وهـمجيـتها ومـآسيـهـا ، ورمزاً احتجاجياً علـى حـقـوق الإنسـان الضائعة فـي كل الحروب.



 

التوقيع




ومضينا بلا وجلٍ
نقبّل وجنّة الصبح
‏ونحط كحمام
على كتف الأيام..!

🕊




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

خديجة إبراهيم غير متصل