[مها مراد]

في ظل وطن ينزف خيرة ابنائه قتلاً وهجرة
طاب لي ان اكتب هذه المحاكاة لهذا النص
فتقبلوها مني والاستاذ منذر العاتي


ايها المهاجر
قبل ان تهاجر فكر ملياً في الامر ...فما من شاطئ لم يوقع به البحر
فكر ولا تحفل بأحد ...ولا تعول كثيراً على المطر , ابني بيتاً من الأحجار التي ستزيلها من طريقك الحالمة بالوصول
فبيت شفاف أحجاره قطرات ماء لن يستر عورة غربتك , ولن يغشاه الا الدمع والشوق في ساعات السحر
لك أن تقرع الطبول ....لكن إياك ان تعتاد , فثمة في الموسيقا ما يغري الروح أكثر , ومنها أيضاً ما يثمل على ايقاعه البصر ..... جرب مثلاً أن تلقي في الماء حجر
املئ جيوبك بالصباح , فوحدها الشمس كفيلة باجتثاث الليل , وحرق ظلمته في مواقد نور يحلو حولها السهر
وعندها لك ان تزين أوراق النخل والزيتون , بنجوم زرقاء علمت القناديل فن الاضاءة .
أيها المهاجر :
إن أمثالك هم من يصنعون الشواطئ و نبض الشواطئ
تراجع خطوة للخلف .... فكر ... اغرس قدميك في تربة هذه الأرض ... حدق في تفاصيل الشوارع من نافذتك القديمة
قد تشعر حينها انك عاجز عن الرحيل .
ربما أوافقك الرأي في أن الهذيان اصبح لغة العصر ... على الرغم من ذلك فنحن لا نستطيع أن نغير وجهة القدر
هز رأسك جيداً نعم قد يكون ذلك أضغاث أحلام أو غيبوبة او ضربا من ضروب الجنون ...لكن إياك ان تبتعد عن نفسك
اقترب منها ... عانقها .... احتضن خوفها ...فربما تشعر بها أكثر , هي حتماً ستهمس لك بما تريد
عندها فقط تستطيع أن تقرر .... من يدري ربما يكون البقاء هو ما تبحث عنه
قد يكون هو الجزء المثير في الأمر .

.
.
الأخ الاستاذ منذر أحمد العاتي .... أحسنت