أيها المهاجر
قد نلتقي يوما على شاطئ لا يجرؤ الموج على مداهمته ، لا نحفل بمشاكسة الحر ، نبني بزخات المطر بيوتا أندلسية ،لا يغشاها المساء إلا لمما ، نعتاد دق الطبول ، والثمل على موسيقى الماء .
قد نلتقي على غفلة من الليل نخطط فيها للإيقاع به ، نجتثه بالمعاول ، نحرقه في مواقدنا ، نتقي به قر الشتاء ، نزرع مكانه النخل والزيتون ، نعلق على أغصانها مصابيح زرقاء ، تمارس فن الإضاءة بحرفية .
أيها المهاجر
إن أمثالك هم من يستطيعون سماع أثير الشاطئ ،ومحاكاة نبضه ، هيا بنا ...لست عاجزا عن الرحيل ...
ماذا تنتظر ، لا تحدق كثيرا فالنظر في العدم يعشي البصر
قد يكون ما بُحْت لك به أضغاث رؤى ، أو غيبوبة ،أو ضربا من الجنون ، رغم ذلك لا تَتَّهمني ؛ فالهذيان لغة العصر ،ولكن ابتعد عن نفسك، خذ منها مسافة جيدة تمكنك من رؤيتها، ثم انظر إلى جنوني ،وغيبوبتي ، فقد تكون الجزء المثير الذي تبحث عنه .