وتأتي الغربة كعصا قابضة , تستلّ من وريدي حكايات أرق وضجر , والرئة تصفر العياء حُزنا ً إثر حُزن , أتفاوض مع اللحظة بكبت , ويشيب فيّ الحديث , حتى يخونني رأسي وأخون ذاتي , فكم من حياة يا حياة تبقين لي .؟ وكم من سَفرٍ أهوجٍ يسرق مؤق حاجتي ويبتلعني مرّا ً غريبا ً .؟
أصحو مع الفجر بذات الحيرة النكراء , أسوقُ كاهليّ إلى الريح , أغازل العبرة المخنوقة , وأنبش الرّجاء من خلف عويل القلب الحزين , ويكأنّ وجهي يحتطب الشرود احتطابا ً , يسرد هائم الوَجع من كُتبٍ ضائعة , ويخترق مسام الإنسيَّة قتلا ً بعد قتل , لتصمت الأضلع , الأشياء , الرّوح , والأزمنة , ولسان حالي بارد الجواب , بارد الاستيعاب , والقلم يرفض الحبر ويرفض أن يكتبني بصيغة عادلة , إلى النّوم أيّتها الرّوح إلى النّوم الأجمل .