منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - هِيَ نُقطَةً ظَلماءُ في روحِ الكلام...!
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-10-2015, 06:04 AM   #23
مجاهد المنصور
( كاتب )

الصورة الرمزية مجاهد المنصور

 






 

 مواضيع العضو
 

معدل تقييم المستوى: 0

مجاهد المنصور غير متواجد حاليا

افتراضي


[لكنِّي] ولي حقٌّ باستعمال [اللَّواكن]، وحقُّها مَشاعٌ والناس آخذون منه ..
إنَّ الـ (لكن) على طرفي النَّقيض، بوجهي قَمَر: جانبٌ جميل منير مضيء، وجانبٌ قبيح قاتم مظلم.
فالإنسان إذا أراد أن يستعمل (لكن) استدراكًا لشيء جيّد ومفيد، وحسن ويزيد في إيضاح المقصود من الكلام، ويكون استعماله خروجًا له من ورطة إطلاق الكَلام بلا استدراكٍ لازم، فهذه الـ (لكن) يا حبَّذها ويا أروعها وأجملها، فإنَّ في محلها ووقتها، و[وكل شيء في وقته حلو].
أمَّا (لكن) المعترِضَة في كل سياق من سياقات الكلام، وتكررت أكثر من حروف الجر والعطف، والفاصلة ونقطة الختام؛
وخرجت بك من بحرٍ إلى جبل لتهوي بك في وادٍ سحيق، ثم تجرُّك بواديها وتلقيك في مهبِّ ريح يحمل رمال الصَّحراء،
فهذه غصة الحلق، وخنجر الخصر، وعلّة الفؤاد، وسقم الروح، هي لحن الكلام، وخطأ البيان، ومذموم البلاغة، ومغموم الفصاحة،
وقد أنِفَ أهل البلاغة من تِكرار اللّفظة ذاتها في نفس السياق، وكرهوا لفظة ولو كانت حرفًا يأتي في غير سياقه!

إضاءة: هناك كثير من الأمور لا يحكم عليها مجرَّدة عارية عن استعمالها واعتباراتها، ففي ذلك ظلمٌ لها، فأكثر الأشياء حكمها على وجهين، والنظر إليها من جانبين، القمر والشمس والإنسان كلٌ من هذه الثلاثة: له وعليه؛ وكذا (لكنْ) مثلنّ.

لكنْ:
نصُّكم جميل ورائع ومبتكر !

 

التوقيع

بَنِيٌّ مِنْ أَبْنَاءِ آدَم، أتَنَفَّسُ شَهِيقًا الحُرُوفَ بِالقِرَاءَةِ وزَفِيرًا أحْرُفَ خَطٍّ وكِتَابَة،
أرَى أنَّ حُرُوفِي تَجُرُّنِي إلَى حُتُوفِي !

مجاهد المنصور غير متصل   رد مع اقتباس