إليك ...
إليك أيتها اليمامة الحزينة ، سأهمس بوشوشات الفؤاد عبر أثير الحب
لعلها تبلغ سمعك المرهف ، وكأني أراكِ ماثلة أمامي تناجيني وأناجيكِ
، فأرى خلف أجفان العيون الحزينة بؤرة لضوء الأمل تشربني ، فعلميني
كيف أكتبني ولا يقرأني سواكِ ، وكيف أشرحني ولا يفهمني عداكِ ، بل كيف
أنشدني ولا يسمعني إلاكِِ .
علميني كيف أصنع من الزهرة الحزينة أكليلا من الحب ،
وكيف أصنع من ريش البلابل وسادة الغرام ومن رذاذ المطر
أهزوجة السلام ، علميني كيف أصنع من سنبلة الجوى
رغيف الهوى فأسد به رمقي وجوعتي وأستمد منه القوى ،
علميني كيف أنال من فم الديمة قطرة مبتسمة ، علميني
كيف أقول أحبك وكيف أسافر إلى عينيكِ الحالمة .
أنا حزين مثلك بل أكثر ،وقرأت في تجاعيد بحيرتك سعادتي
ووهبتها حروفي وأنفاسي الحرّى لعلني أطفو هناك بزورقي
الحزين ، فأمديني بنسائم الحروف كي أطوف ، فأنا القادم
من برد الخريف أنشد الدفء والحنان ، جئت كي ما أتوغل
في مساماتك الحزينة وأسكن المدينة ، فقوليها كلمة تسعدني
فحروفي من غيرك عقيمة .
برهان المناصير