منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أفراحُنا المؤجلة
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-15-2014, 06:39 PM   #1
رشا عرابي

( شاعرة وكاتبة )
نائب إشراف عام

افتراضي أفراحُنا المؤجلة


نُهادِنُ الظروف ولا تُهادِن...نُطَوّعُ الآمال ولا تُطوّع...!!
عصيّة الإنفكاك من قيدٍ الحلم..بؤرته ضيّقة حدّ تماسك الحواف بقيدٍ من حديد
وأفقُهُ حالٍمٌ حدّ عناق الغيم في لوحةٍ آسِره...
نجدُلُ المُقَل بتعاقُبِ الإلتفات في أنحاء دربٍ تتوقُ نهايتَهُ إلى لِقاء ..

يا أناي...أُلملمني من شتات الدروب..وخريفٍ عهدُهُ أوراقاً تساقَطُ من أتونِ أبجدية ..
أُلملمني ...لأكون بإنتمائي إليكَ جديرة..
يا قريباً حدّ اختلاط الروح
وبعيداً حدّ التشابه وأطياف الفرح..
أيُّ عمرٍ ذاك نحتال عليه بالأماني ليمنحنا أنفاساً مشوّهة
هي أقرب إلى الإختناق..؟!

نلتقي أصواتاً بلا كلمات..وكلماتٍ لا تُشبِهُ الحروف
نتبادل أشباه فرحة وهاجِساً من الخيبات
نتبادل الإبتسام وفي العمق الغائر طيوراً قُيِّدت من الضَحِكات
نتبادل الصدق كلّه وجُلّه وفي عمقنا السحيق بياضاً منه لا ينفكُّ بكلينا لكلينا...
عُمقُهُ في أحدنا يردُّ صداه في عمقِ الآخر بعناقٍ يؤكد الوفاء...

وأعود ملآ بك..وما كنتُ لأُفرِغَ الروح منكَ لحظة
أعودُ مثقَلةً بعبئ المسافة وطيّ الدروب وميناءٍ صخوره قاسية
لا تأبه بلين النسيم وأغنيات النوارس
أعودُ برهقٍ كثير وحظٍّ يسيرٍ من الراحة ..
ورأسي المتعبة تتأرجحُ في شبه دوار ولا تجد ذراعك بتوصيفِ الحنان سند...
بيننا مدائن نَغمُرُها بالدفء لتحصُدَها المواسِم بغير رأفة
تحصُدُها صقيعاً لا يأبه بمراسم الأُلفة
تحصُدُها لتذرونا وما زرعنا بقايا من انتظار ينعقد في الزوايا بنيّةِ اكتسابِ الوقت ولملمة الأنفاس..
تُبَعثِرنا الدقائق كأننا ما وفينا عمراً لها
كأننا ما أحصيناها كدهورٍ لا تبور من الدعوات والمناجاة
تذرونا كرماد أمنيةٍ حين أطلَّ بُرعُمها في ربيعٍ متأخّر أرداها الهجير..

يا مُنيَتي...
أحملُني وإيّاك لمدينةٍ تجمعنا ولا تُدرك من كلماتنا إلّا ما عانق الصمت
تُسقِطُ عن وجهينا ملامح الخوف... لتبارك فرحنا الغائر
وتوقِدَ في الحنايا دفئاً يقينا صقيع المدائن...

وقبل أ ن أزفَّ بماء المآقي محراباً يليق...
أستوقف الروح في هدأةٍ تناجي آمالنا...حتى لا نكون في نهاية الدرب
قلبين نتبادل الحيرة في تساؤل...
( لماذا تأتي الأفراح مؤجلة ويأتي الفقد في كل حين..؟)

 

التوقيع

بالشّعرِ أجدُلُ ماءَ عيني بـ البُكا
خيطٌ يَتوهُ، ولستُ أُدرِكُ أوّلَهْ!

في الشّعرِ أغسِلُني بِـ ماءٍ مالِحٍ
أقتاتُ حرفاً، ما سَمِعتُ تَوسُّلَهْ !!


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رشا عرابي غير متصل   رد مع اقتباس