تلك اللحظة المستخلصة المرشحة المقطرة من ذوب نفسى ومن ذوب نفسك لم يعد هناك سبيل إلى استعادتها.
إن الخيانة كانت فى الدنيا نفسها ولم تكن فينا.
والحكاية أننا سقطنا من كوكب الجنة إلى الأرض فجأة ولم نعد نقبل تلوث الهواء وتضاغط الزحام وتدافع المناكب وتلاحم الأحقاد والأضغان فى نسيج لقمة العيش المريرة.
كيف نشرب الماء مالحا بعد أن ذقناه عذبا فراتا؟.. كيف نعيش التلوث بعد أن عشنا النقاء؟.. كيف نزحف على بطوننا فى أوحال المشاكل بعد أن كنا نحلق بأجنحتنا فى فضاء فسيح كله ملكنا؟.. كيف أشعر براحة وأنا أحس بكل شىء حولى يسرقك ويأخذك ويشاركنى فيك؟
مصطفى محمود - بدون خيانة من أحد