يأتيني الشيطان في أيامي مؤخراً كثيراً ليحزنني :
" كنتِ و لا زلتِ عاجزة عن أي شيء وكل شيء بالحياة ،
عجزت عن تذوق حنان أم ، و طمأنينة بيت خالِ من الهموم و الأكدار ،
عجزت أن تعيشي طفلة حينما تراكمت عليك مسؤوليات بلغت من الكبر عتياً ،
عجزت عن الفرح بأي شيء ...
فتبنيتِ أمل الدراسة و بلوغ المعالي ،
إنما عجزت عن السير فيها بمدة طبيعية كأي طالب ،
فقطنتها سنينا كبرت فيها بالعمر عن غيرك ،
وحتى الآن ...
عجزت عن آخر ما حسبته فرحاً .. عن الشهادة "
يا رب
يار حمن يا رحيم
إني لما أنزلت إلي من خير فقير ،
فاملأ قلبي وجوارحي به ،
فاخز الشيطان الرجيم ،
و املأ روحي و جوارحي
" فرحاً " .
أعلم حق اليقين يا رباه ،
يا من تحبني أكثر من نفسي و من أمي ومن الخلائق أجمعين ...
أن السكر لا يأتي إلا في آخر رشفة قهوة ،
بعدما نقع في قعر فنجانها طويلاً .
و الحمد لله على أدنى نعمة قد أذكرها أنك لم تدعني أطلب يوماً علامة واحدة في الدراسة
أو قرشاً بل حتى أنساً بغير حلالك .