منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [..قهوة..بنكهة الأحرف..]..
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-11-2014, 07:10 AM   #4
صفية عبد الله
( كاتبة )

الصورة الرمزية صفية عبد الله

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 26

صفية عبد الله لديه مستقبل باهرصفية عبد الله لديه مستقبل باهرصفية عبد الله لديه مستقبل باهرصفية عبد الله لديه مستقبل باهرصفية عبد الله لديه مستقبل باهرصفية عبد الله لديه مستقبل باهرصفية عبد الله لديه مستقبل باهرصفية عبد الله لديه مستقبل باهرصفية عبد الله لديه مستقبل باهرصفية عبد الله لديه مستقبل باهرصفية عبد الله لديه مستقبل باهر

افتراضي




تساؤلي قد كان مجرد فكرة عابرة :

ماذا لو أنني اغتربت في داخل بلادي إلى منطقة أخرى من أجل الدراسة أو العمل ، وحيث لا أحد من قرابتي هناك ،
إنما نتجمع أنا و أختي و كثر مثيلاتي في سكن مشترك ؟


" ماذا لو"
هذه ليست سؤالاً بتلك السطحية ، و إنما أعني بمنظور أعمق ، وشرعاً فيما أخشى و أوجس أو أتحمل وزراً سلم الله ،
و قبل عرفاً حيث نظرة الناس لي بما أنني
أنتمي لإحدى أعرق القبائل البدوية من جهة أبي ، وحيث تعظم نزعة الصحراء الصارمة في شتى جوانب الحياة،
ولو كان نسبي من جهة أمي مختلفاً، مما يرجح الجور علينا ، وربما عهدت بعضاً من ذلك .


إن هذا الزمان صعبٌ ..
يفرض أن المرأة بلادخل ثابت خاص هي أشبه بالمتشردة سلفاً في لحظة لم تظهر بعد* ،
فرغم طيب الأهل كل الطيب -حفظهم الله وأبقاهم لنا -إنما لا أحد
يضمن بقاءهم مدى الحياة ؟ فكل من عليها فان ،
و أن جداتنا كن في زمانهن يخرجن فيزرعن أو يرعين أو يصنعن،
فيجدن لهن مهنة ، حينما كانت الحياة على الفطرة تتوفر فيها كل أرزاق البشر، قبل أن يغير ملامحها البشر،
وأحكي ذلك لا من خيال بل من واقع ومحيط كثير من نساء أهلي وجدتي ،حينما كن أمهات عزباوات أرامل أو مطلقات،
لم يشحذن الرجال ، ولم يمتن جوعاً.

و ربما الحكاية ...
أن الحياة فرص تأتي ثم تذهب ، ولا ترقب أحداً إن أمسك بها أو تركها سواء،
وأن أخت لي خريجة وبتفوق منذ قرابة سنوات ، بل ليس بالتلقين والحفظ إنما الفطنة والاتقان،
وحيث لم تجتزمن دفعتها اختبار القياس عداها، فلعلها تجد زرقها في منطقة أخرى ، وقد ألحقها بدوري.
ذلك وأن منطقتي
قد ساد بها شر عارم و دين خادع و استغلال فاضح لقوله " ومن يشفع شفاعة حسنة" لعائلات من الطبقة المخملية، فمقاعد الإعادة و التدريس
و المهن على الأرجح كلها مخزنة بأسماء أصحابها سلفاً قبل أن تعلن،
حتى أنك تجد دارة كاملة هي عبارة عن سلالة عائلة كاملة ؟ !
ذلك وأن -كثيراً أو بعضاً من - تلك العوائل هي من تولى أمر المساجد ودور التحفيظ ، فترى الواحد منها يلهج بدعوة الكادحين إلى حسن الظن والتوكل على الله ،
واعظاً زاعماً بتبني همومهم،و جاهداً بالنصيحة ،
و حتى ...
يعود إلى قصره الذي بناه من أجرة وظيفته التي حجزها له ابن عمه مفاضلاً له على غفير غيره يستحقونها أكثر منه، يعود فيزين أثاثه الممرد من قوارير ،
ليقضي وقت فراغة بإخراج زينة كنوزه على معارض الشبكة الألكترونية ، ثم يلهج مرة أخرى لنا بالذكر والدعاء و النصيحة ...
ليس افتراء قط بل رأيتهم بأم عيني ، وقد عايشتهم ،
وقطعاً ليس حسداً ولا حتى غبطة،
بل أني أخاف أن يبتليني الله مما عندهم وأسأله أن يقربني لحال نبيي المسكين صلى الله عليه وسلم، والذي أحب أن يحشر مع المساكين بدعوة مأثورة.

سألني أحدهم أو ساءلتني نفسي : من هو ؟
قلت : لا أحد .
- أيعقل ذلك !
رغم أني أراك لست بأحلام السفهاء ؟
وهؤلاء ذا العلماء من حولك حفظوا ودرسوا و أكلوا وشربوا وعاشوا بين طيات الكتب، أولم تتخذي ولو واحدا منهم على الأقل
لك قدوة ؟
فقلت : عذراً،
أولاء أحبهم ، وأحب صلاحهم، وأحب ما أحبوه لما يحب الله ،
إنما ...
وحدهم الكادحون المتعبون من يدركون الحياة على أتم وجوهها ،
فعبثاً لن يفقهوا ...
لن يبلغوا عشرة ذرة من خردل من حيوات الضعفاء.
ليس ثمة بعد ...
إذ ما منهم يوماً .. قد نام على الحصير .*







* صفية عبد الله
______________________________

* كناية على " الحياة " أرنو هنا :
" صديقك هو عدوك ..
الذي لم يظهر بعد
".




 

صفية عبد الله غير متصل   رد مع اقتباس