يا ليل العشاق والشعراء والمنشدين.. يا ليل الأشباح والأرواح والأخيلة.. يا ليل الشوق والصبابة والتذكار.
بين طيات أثوابك الزرقاء يسكب المحبون أنفاسهم، وعلى قدميك المغلفتين بقطر الندى يهرق المستوحشون قطرات دموعهم، وفى راحتيك المعطرتين بطيب الأودية يضيّع الغرباء تنهدات شوقهم وحنينهم، فأنت نديم المحبين وأنيس المستوحدين ورفيق الغرباء والمستوحشين.
فى ظلالك تدب عواطف الشعراء، وعلى منكبيك تستفيق قلوب الأنبياء وبين ثنايا ضفائرك ترتعش قرائح المفكرين، فأنت ملقن الشعراء والموحى إلى الأنبياء والموعز إلى المفكرين والمتأملين.
جبران خليل جبران - العواصف
مودتي