منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - قدر الشاعرة أن تتنتصر دائما ... بقلم وادرين
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-2014, 11:49 PM   #1
وادرين
( شاعرة )

الصورة الرمزية وادرين

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 367

وادرين لديها سمعة وراء السمعةوادرين لديها سمعة وراء السمعةوادرين لديها سمعة وراء السمعةوادرين لديها سمعة وراء السمعةوادرين لديها سمعة وراء السمعةوادرين لديها سمعة وراء السمعةوادرين لديها سمعة وراء السمعةوادرين لديها سمعة وراء السمعةوادرين لديها سمعة وراء السمعةوادرين لديها سمعة وراء السمعةوادرين لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي قدر الشاعرة أن تتنتصر دائما ... بقلم وادرين


قدر الشاعرة.. أن تنتصر دائماً

بقلم: وادرين




من شرفة زمن، له وجه وعطر خاص، وتحت سماء تزين أيامي بزرقتها العنيدة، أتوشح عباءة الخنساء، لأعبر عالماً لم تغادره ولو لحظة جاهلية البعض ونظرتهم الضيقة السطحية لكينونة المرأة المبدعة، أعبر شامخة رغم الصدمة، وفي جعبتي أوجاع ثقيلة على رداءة أوصلنا إليها بعض مستشعرين يظنون أنفسهم أساتذة إبداع، وبعض آخر ليسوا إلا "نقاداً بالصدفة" لكنهم يكابرون على جهلهم ويقوموا بتوزيع شهادات (هذا يجوز وهذا لا يجوز)، فلماذا كل هذه الحرب على المرأة الشاعرة، وهل قدرها أن تكون في موقع رد التهمة عنها دائماً، وهي محور الكون كله ليس في الشعر فقط، بل في كل مناحي الحياة، وإلى متى ستظل تواجه أعاصير الثقافة الأحادية، حيناً في جانبها الذكوري، وحيناً في جانب التخلف المجتمعي؟

ترى أرض الشعرصارت .. تشابه قسوة الصحرا
ودرب الشاعرة مؤلم . . يودِّيهــــــا إلى الكربه

إن حضور المرأة الشاعرة لم يأت كمنحة أو منّة من أحد، وليست السماء تهطل عليها قصائد كما تهطل السحب مطراً، بل جاء ذلك الحضور من زخم إبداعي واندماج كلي بقضايا المجتمع والإنسان في كل الجوانب، لكن طغيان الحسد الذكوري أحياناً، وأحياناً الشروط التي تطلب من المرأة بوصفها مادة لا شاعرة، حصرت تجربتها وحضورها بقدر ما تقدم من تنازلات، وفي حين تعففت الشاعرة عن المساومة، وقررت أن تثبت جدارتها بما لديها من مكنون شعوري، وقدرة على توظيف مهارتها اللغوية والشعرية في قراءة الصورة الوجودية والوجدانية، فتصبح عرضة للحرب من قبل الكثيرين وعلى رأسهم بعض القائمون على الوسائل الإعلامية وأصحاب القرار في عرض المادة الصحفية سواء تناولت تجربة لشاعرة، أو كانت مجرد طرح قصيدة، ولا يخفى على متابع أو ناقد بصير ما تعانيه المرأة الشاعرة من تكبيل وقيود في مجتمعنا الخليجي بشكل خاص.
تحضرني في هذا الإطار بعض عبارات كتبتها الأديبة البريطانية (فيرجينيا وولف) منذ ما يزيد عن سبعة عقود، وأجد أنها تقترب كثيراً من المعوقات التي كانت ومازالت تواجه الشاعرة على الرغم من اختلاف المجتمعات حالياً والأزمنة سابقاً، تقول وولف "إن أية امرأة تولد بموهبة عظيمة لابد أن تصبح مجنونة، أو تنتحر، أو تقضي أيامها وحيدة في كوخ منعزل خارج القرية، نصف ساحرة، نصف عرّافة، يخشاها الآخرون ويسخرون منها، نحتاج قليلاً من الفهم لنتأكد أن الفتاة الموهوبة التي تحاول أن تستخدم موهبتها لكتابة الشعر سيخذلها الناس ويعوقونها"، هل تراها تلك الكاتبة قرأت مستقبل شاعرات الخليج بشكل عام أم أن هذا قدر المرأة لمجرد أن النظرة إليها محكومة بالجسد والمزاجية؟
دون شك، هناك كثيرات من المبدعات سواء على الصعيد الخليجي أو العربي ككل، اللواتي تركن بصمات واضحة على صفحة الأدب وعلى جبين الكلمة، واخترن أن يواجهن بإرادة واثقة ونجحن في ذلك، مثل الشاعرة سعاد الصباح من الكويت، الروائية أحلام مستغانمي من الجزائر، الأديبة زينب حفني من السعودية، الأديبة غادة السمان من سورية، والقائمة تطول وتطول، وإن كان لكل امرأة مبدعة عبرة في تلك الأسماء وغيرها، لكن السؤال المؤلم دائماً: لماذا كل هذا الإجحاف بحق المرأة الشاعرة أو المبدعة في أي مجال أدبي كان، والمشكلة الأصعب من ذلك أن هناك بعض مستشعرات أنتجن "نصوصاً جسدية" لا قيمة إبداعية لها، أو يختبئ خلفهن من يكتب لهن، وبسبب ذلك وصلن بطريقة أو بأخرى إلى الشهرة، لكنهن يمارسن نفس الوسائل غير الإنسانية في تعاملاتهن مع "الشاعرة الحقيقية"، إما بدافع الغيرة أو بدافع توجيه من قبل أشخاص لا يريدون لتلك الشاعرة أن تظهر أو تُقرأ أو حتى تُعرف من الجمهور، فمن "تحزبات شعرية"، إلى "كروبات" لا تقدم أي فائدة إلا النميمة واستهلاك القيم، إلى حرمان من يستحق على حساب من لا يمتلك أدنى درجة من الإبداع أو حرفية الكلمة.
لقد بحثت كثيراً عن أجوبة لتساؤلاتي السابقة لكن لم أجدها، كما لم أجد فرقاً يذكر بين الرجل والمرأة في الحالة الإبداعية رغم كل محاولات تجميل صورة الشعراء على حساب الشاعرات، والخلاصة: كنت ومازلت أكتب بإحساس شاعرة مسؤولة أمام هموم وطنها ومجتمعها وقضايا الإنسان بشكل عام، شاعرة صادقة في التعبير والتصوير عبر نبض إنساني صادق، ومهما واجهت من صعوبات فسأستمر شامخة في طريقي، كما كنت منذ الخطوة الأولى.

نعم لو(وادرين) الشعر طلت تختفي القمرا
جبان اللي تقصـَّدني وأغرز بالحشاحربه


مجلة جواهر عدد ابريل 2014

 

وادرين غير متصل   رد مع اقتباس