..سلفيانو..(3)
المطر..والمدخنه..والجمْر..والكاس النحاسي
ذكرَتني..سلفيانو..والتذاكر..والمصيف
ذكرَتني..بالضباب..وْباحة القصر الرياسي
ذكرتني..ريحة الأمطار..والبرد الخفيف
ذكرَتني..قبّعتها..شالها..ثلج الكراسي
ملعقتها..كاسها..سكّرها..أزياء الخريف
ذكرَتني..سلهمتها..حزنها..دمع المئاسي
شيطنتها..أسئلتها..غمضة الطرف الكسيف
ذكرتني..بالمقاهي..بالمطاعم..بالتكاسي
ذكرتني..بسمة القرسون..واطباق الرغيف
ذكرتني..بالنوارس..بالشواطي..بالمراسي
بالمساكن..بالمداخن..بالشوارع..بالرصيف
يوم ما كنت استبق موعدها واركض من حماسي
واتطاير كالرذاذ العذب با الوجه اللطيف
يوم كنت اكتب لها شعري واترجم بهْ حواسي
واطوي كْفوفي على كفّيْنها كني كفيف
وامشي من تحْت المطر معها والبسْها لباسي
واتنفس مع بخار انفاسها..ماذا..وكيف؟
واتقاطر مع شعرها الأرجواني وسْط كاسي
واشربه لين ارتوي من كاسها والكاس كيف
واتهيّض للقصيد العذب في عمق انغماسي
واحتضنها بين ذرعاني مثِلْ طفلٍ ظريف
كانت ايام الغلا والطّيش والصّف الدراسي
واحلا ما عايشت بالدنيا من العيش الكسيف
بعدها لا حالتي حاله ولا خلّ يواسي
منعدم مثْل انعدام المال بكْفوف العفيف
ضقت والضيق اتسع في خارطة صدري وراسي
امتليت بضيقتي لين امتلت نفسي أفيف
يكفي اني صرت احَسْب الضيق من حسبة مقاسي
واندف جروحي مثِل ما يندف القطن الرهيف
شوفني من كثْر ما لاقيت من هم وْمئاسي
اصلب دموعي على جفني واذورفها ذريف
دمعي اللي انفجر من نبع حزني وانعماسي
ايتساقط كنّه اثْلوج الشتا من فوق ريف
كل ليله اقتبس من حرقتي ضوء الأماسي
واتلبّس وحشتي لبس المصايب للضعيف
واتجمّر كالغضا واخذ من الجمر انعكاسي
واتطوّى مثل حبلٍ منطوي ف يد الكتيف
واتقلّد سلسلة حزني على صدري واقاسي
واتكسّر كالأشعّه فوق الماسة شريف
وارتعد مثْل ارتعاد العشب بالشُّمخ الرواسي
وانزوي مثْل انزواء القوس بالكف الصليف
وانحمس مثْل الكلا في خايعٍ أرضهْ يباسي
واتهزّع مثْل سرب الوز بالنقع الكثيف
آه يا قلبي على حالي ويا صبري وباسي
طاحت عزومي وراح العمر والباقي مخيف
كنت ناسي حبّها والشعر واسباب انتكاسي
مير ذكّرني هوا البارح تفاصيل الوليف
صالح الحمود
هذا الانثيال
الصور المتتابعة
كمشاهد سنيمائية
هذا الترابط
كل بيت يقودك للتالي
هذا التصاعد
ارتفاع الفنية في النص
هذه العاطفة المتأججة الجياشة
هذا الصدق
هذا البذخ
يجتمع في نصك المكتنز
المحتشد بالجمال
شكرا
شكرا كبيرة