.
.
آهٍ لَو أنّكِ تَضيقينَ قَليلاً ..
لُتصبحِي بحجمِ وطنْ ..
فإتّساعكِ يُجبرنِي على إرتحالاتٍ ..
نحوَ عُنقِ السّماءِ ..
نحوَ مشاقّ الحُزنْ ..
وَ عُمقكِ يُجبرنِي أن أناجِي الغمامْ ..
كأنّي ذَبيحٌ يُفتّشُ عَن الظّلالِ
يُفتّشُ فِي الضّياعِ عَن حُلمْ ..
أنا وَحيدٌ فِي كُلّ هَذا الزَحامْ ..
وَ أنتِ تَحملينَ خارطةَ الوجود و اللاوجودِ ..
أنتِ إمرأةٌ فِي جَسدهَا يولدُ الزّمنْ
أنتِ مَزيجٌ مِنَ الياسمينِ و اللازوردْ ..
وَ أنا يلزمنِي شَيءٌ أوسعُ مِن الجُنونِ ..
يلزمنِي شَيءٌ أكبرُ مِن كُلّ الكلامْ ..
كَي أنجُو مِن أصابعَ الحَنينِ ..
كَي أصحُو مِن ثمالةِ الأحلامْ ..
فهل بإمكانكِ أن تضيقِي قَليلاً ؟!
فإنّ البحرَ يرفضنِي ..
قَد رحلت عنِّي المراكِبْ ..
أسفارِي أصبحت جِدُّ قاسيةً ..
وَ أتعبنِي القفزُ فوقَ الكواكِبْ ..
و أشقانِي ظِلّ المرايَا ..
وَ تعبت منّي الحقائِبْ ..
وَ أنا أُفتّشُ عَن تِلكَ العيون الّتِي ..
كانَت تحتضنُ حُزنِي ..
وَ تسرقُ مِن جَسدِي التّعبْ ..
أفتّشُ عَن صدركِ الموسومُ بحنّاءِ الحياةِ
وَ جسدُكِ المضيءُ كأنهارِ الذّهبْ ..
وَ عَن عينيكِ الّتِي كُنت أغتسلُ بأمطارِهَا ..
وَ يدُكِ الّتِي كُنتُ أُصلِّي فوقهَا ..
و عنْ فمِكِ المُشرقُ كحقولِ العِنبْ ..
هلّا تَضيقينَ قَليلاً ؟!
كَي يتوضّأ الإشتياقُ بدمِي ..
كَي يشقَى الغيابُ فِي البحثِ عنِّي ..
كَي يُصبحَ الموتُ أمراً مُدهشاً ..
كَي تُصبحَ شفتِي للأغانِي حُضنْ ..
وَ أصيرَ نبيّاً كُلّ ذنوبه أنتِ ..
وَ كُلّ شقائهِ و سعادتهِ أنتِ ..
هَلّا تَضيقينَ يا صديقتِي قَليلاً ؟!
لتُصبحِي بحجمِ وطنْ !
" عمّارْ أحمَدْ "