منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - فنجانُ قهوة و قليلٌ من الأمل !
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-31-2014, 06:02 PM   #1
عبدالله بن عبود
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله بن عبود

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 11

عبدالله بن عبود سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية

افتراضي فنجانُ قهوة و قليلٌ من الأمل !


بعدٌ أول :
-
-
-
في المقهى القابع على ناصية مرسى دبي ..
كالعادة الطاولة في أقصى الزاوية اليُسرى كونها الأقلُ إضاءةً من غيرها ،
لعل السببَ الأكثرُ أهميةً أن هذة الطاولة تكشفُ المقهى كاملاً
بالإضافةِ إلى أن هذا الكرسي يمكنك من النظرِ إلى أكبرِ عددٍ ممكنٍ من البشر من شتى بقاعِ الأرض،
إقترب ذاك الأسمر النحيل من الكرسي و ألقى بمفتاحِ سيارته على الطاولة و أدخلَ يدهُ في جَيب بنطالهِ الخلفي ،
أخرج محفظته ووضعها على الجهة اليمنى للطاولة و استراح على الكرسي ،
رسامٌ أجنبيٌ يَجُوب الباحةَ الخارجية للمقهى ،
يعرضُ رسوماتهِ على الزبائن محاولاً إقناعَ أحدهم برسمةٍ يجني منها قوت يومه ،
أوقفته إحدى الفتيات و التي كان واضاحا من ردائها أنها من إحدى دول الخليج ،
بدا وكأنها طلبت منه أن يرسم إحدى صديقاتها ..
كان واضحا على تلك الفتاة من ضحكات صديقاتها انها ترفض هذه المزحة خصوصا انه ذاك الرجل يجيد ايضا فن الكاريكاتير ،
مما يعني انها من الممكن أن تكون أضحوكةَ هذة الليلة ،
ولكن كيف لها أن تقوى على التنصل امام اصرار صديقاتها الثلاث ،
سلّمت بالأمر و ابتسمت للرجل معلنة استسلامها ،
اخرج ذاك الأشقر أدواته و جلس على الكرسي المقابل للفتاة التي وقع عليها الاختيار ،
تبادر إلى ذهن الشاب الأسمر التالي : ترى بماذا سيبدأ ؟! ،
إنسيابيةُ خصلات شعرها الاسود على إتساعِ عينيها سيتطلبُ دقةً كبيرة ،
أنفُها النحيل ،
و الشامة الخجلى على الجهة اليسرى لذقنها ،
تناسق ابتسامتها البيضاء ، كل التفاصيل أكبر بكثير من ريشة عابرة !!
هذا الرسام جريءٌ جداً ،
رددها و سرحَ بخيالهِ في ماضيه :
تذكر من لم تُسعفه العادات والتقاليد و المجتمع في محاولاته للقرب منها ،
وضع يديه على الطاولة و أراح رأسهُ عليها ببطيء ،
لحظات واذا بصوتٍ هادىء : ماذا تشرب يا سيدي؟ ،
رفع رأسه قليلاً ونظر إلى الأعلى فأذا بالنادلة تهم بالعودة من انحناءتها ،
و ما إن إعتدلت أجابها : فنجان من القهوة ،
وعاد ليريحَ رأسهُ ثانية ، أي شيء آخر يا سيدي ؟
رفع رأسهُ هذة المرة بسرعةٍ و اعتدل في جلسته وضع يداه بجانب فخذيه واستند عليها ،
نظر بنصف عينه وقال بنبرة اتخمتها الخيبة : وقليلٌ من الأمل !
- ما زالت النادلة متسمّرة تعجباً -
أشاحَ بيده : لا بأس سأكتفي بفنجان القهوة فقط !



دمتم بود : عبدالله بن عبود

 

عبدالله بن عبود غير متصل   رد مع اقتباس