مدخل :
ونسير فوق جماجم الأسياد مرفوعي البنود
تزغرد الجارات
والأطفال ترقص و الصغار
والنخل و الصفصاف
والسيال زاهية الثمار
وسنابل القمح المنور في الحقول و في الديار
لا لن نحيد عن الكفاح
ستعود أفريقيا لنا
وتعود أنغام الصباح
- محي الدين فارس
النص :
قالت تحادثني والليل قد سترت
فيه الدياجر ألواناً من الحرب
والدمع ينحبس من عينيها سكب
فأعجب لقصتها في مدمع مسكب
غيداء تعتصرها الآلام قاسية
رهن الظلام ورهن الذل والرهب
ما خطبها ؟ أسلمت للحزن مهجتها
والليل يرهقها بالأين والتعب
حتام تدفع عن طفل تخادعه
عن لذعه البرد أو عن وطأه السغب
وروحان في كنف الحرمان حالهما
يدمي القلوب ويمحو بهجة الطرب
قالت : فقدت رجائي بعد نصرته
وخيم الحزن في قلبي فواحربي
فقدت زوجي شهيداً لا كفاء له
وأصبح الطفل رمز اليتم دون أب
ولست أنسى صباحاً جاء ينبئني
سأدفع اليوم عن قومي وعن نشبي
سأبذل اليوم روحي دون حرمته
وفي سبيل العلا أمشي إلي اللهب
هذي حياتي لقوم والعلا سبب
لنصرة الحر اما فاته سبي
وغاية المجد أن أسمو الي فلك
مداره النبل يعلو أرفع الشهب
التضحيات شعاري والعلا غرضي
والعزم منتهجي في كل مضطرب
وليس يؤلمني جرح أُصاب به
مادام ينسب للعلياء والغلب
في راحة من القلب برج لا مثيل له
وإن دهى الجسم جيش الأين والنصب
وفي سبيل بلادي كل ما بذلت
يداي طوعاً وحربي كلُّ مُغتصب
وكيف أنسي بلادي عند نكبتها
يوم النضال ولفلسطين منتسبي
هذي البلاد تناديكم فوا عجباً
ان نام معظمكم عن عزة الطلب
قوموا بواجبكم يا قوم واستبقوا
فالجود شيمتكم من سالف الحقب
والمال في يدكم كالماء منسكباً
أعجب لمنسكب من خالص الذهب
بالمال مجتمعاً والجهد مشتركاً
والرأي مؤتلفاً نسمو علي الشهب
فليعمل منهجكم بذل وتضحية
وليجر نائلكم في طارق النوب
وليشد فارسكم في كل موقعة
بالمجد مؤتلقاً للشرف والعرب
* تم نشر القصيدة بمنتدى آخر