منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - حوار الأسبوع/ هل الشرف في غشاء البكارة ؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2013, 05:03 AM   #1
محمد الناصر
( كاتب )

افتراضي حوار الأسبوع/ هل الشرف في غشاء البكارة ؟


ترددت كثيراً قبل كتابة هذا الموضوع الغير جديد، خوف سوء فهم أو تحميله ما لا يحتمل، ولكن آثرت إظهاره ومناقشته، فالكثير من الأمور لا تناقش إلا في مجال ضيق، لذلك حين تحل بمكان ما نكتفي بصفق يد بأخرى، ومن ثم كعادتنا النسيان وانتظار خيبات أخرى.
لا أريد الإطالة بالتقديم، ولكن سأبدأ من قصة جرت في إحدى دور المحاكم، وهي أن أخاً متهما بقتل أخته بداعي الشرف، في ليلة زفافها. وبعد فحص الجثة من الطب الشرعي تبين أنها ما تزال بكراً .
لماذا دفعت الثمن حياتها؟ باختصار فقط لأنها أنثى.
بالرغم من التقدم في المجال العلمي والوعي الاجتماعي، وتوافر كل ما يحتاجه الكبير والصغير من أدنى المعلومات، إلا اننا لا نزال حبيسي أفكار موغلة في الظلم والتخلف، نعم أقول أنها موغلة في الظلم والتخلف، لأننا ببساطة نقيّم هذا الأمر أو ذاك على أساس عادة او تقليد، ولا نحتكم لحكمنا الأول والأخير وهو الشرع، وكلنا يعلم أن الشرع في حال ارتكاب معصية فقد عاقب كلا الجنسين بنفس العقاب، وفي مثل هذه الحالات تكون العقوبة الجلد سواء كان مرتكبها ذكراً أم انثى، ولا تكون العقوبة الموت للانثى، وتفاخر الذكر بفعلته والتباهي بها دون أدنى رادع من نفس المجتمع الذي عاقب الأنثى. بل وقد تصبح مجالا يتندر بها بين أقرانه.
كلنا يعلم أن الأنثى معرضة لفقد هذا الغشاء نتيجة امور كثيرة كبعض الرياضات، أو حادث من نوع ما، أو سقوط مفاجئ
وفي كل هذه الحالات لا يرحمها أحد إلا الله العالم بالخفايا.
ولكونها في أغلب الحالات غير مصدقة، قد تلجأ لما شاع من أساليب الترقيع والبكارة الصناعية، ثم تمر الخدعة تلك على الكثيرين، وهذا ما دفع الكثيرات من غير أولات الحوادث للجوء إلى تلك الخدعة، فأيهما أفضل الخديعة مدى الحياة أم الصراحة ومناقشة الحالة ثم قبولها أو رفضها بحسب المبرر لذلك. ؟
وعلى اعتبار الأنثى لها مشاعرها وأحاسيسها وغريزتها، فهي ليست معصومة عن الوقوع في الخطأ، وفي حال حصول ذلك فقد تم نبذها من المجتمع، مما ينعكس سلبا على حياتها ولكل حالة خصوصيتها، فمن الإنطواء والشعور بالنقص، إلى الدخول في عالم الرذيلة، والسبب في ذلك ردة الفعل العنيفة على حكم المجتمع الظالم في أغلبه
أسئلة كثيرة تطرح نفسها هنا: أيهما أشرف فتاة اخطأت لمرة فنعتت بعد الشرف أم قاض مرتشٍ؟ تلك الفتاة أم إمام كاذب؟ تلك الفتاة أم آكل حقوق الناس بالباطل؟
هل حكمنا هو الشرع الإسلامي أم العادات والتقاليد؟ هل نحاكم أي فعل مرتكب من قبل الشرع أم من قبل العادات
بمعنى آخر هكذا وجدنا آباءنا !!

انتظر حواركم

 

التوقيع

m_naser_1@hotmail.com

محمد الناصر غير متصل   رد مع اقتباس