منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - النَّصُّ والسِّيَاقُ دِرَاسَةٌ في "سَادَةِ اللَّحَظَاتِ" بقلم د. محمد الحسن
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-22-2013, 11:59 AM   #3
المنبر
المنبر

افتراضي


أمّا قصائدهُ الحداثيَّة فيركز فيها على الإيقاع الخارجيّ للتفعيلة مع مستوى من الإيقاع الداخليّ القائم على أنماطٍ من التشاكلات اللفظيَّة المعنويَّة التي تخلق إيقاعًا داخليًّا محسوسًا في البنيةِ الإيقاعيَّةِ للنَّصِّ و لمُجمَلِ نُصُوصِ الدّيوان.


يقول في قصيدته:

إِقَامَةٌ لِصَلاةٍ فِيْ مِئْذنَةِ الْبَوْحِ:

وَمَا بَيْنَ هَذِي الرِّيَاضِ وَذَاكَ الرِّبَاطِ ..
وَبَيْنَ أَبِيْ ظَبْيَ .. مِكْنَاسِ فَاسٍ ..
وَشِنْقِيْطَ أَمْصَارِهَا وَالبِقَاعِ
أَيَا سَارِقَ النَّارِ..
يَا مَنْبَعَ الشِّعْرِ ..
يَا مُبْدِعَ الفِكْرِ ..
يَا مُمْتِعَ النَّاسِ بَيْنَ الدِّيَارِ ..
وَفَوْقَ جَبِيْنِكَ آفَاقُ لِلْكَوْنِ مُنْسَابَةً فِيْ ذُهُوْلِ انْخِضَاعِ
وَبَيْنَ سُمُوٍّ وَبَيْنَ ارْتِفَاعِ
فَطِيْرِيْ صُقُوْرُ ..
وَتِيْهِيْ بُحُوْرُ ..
وَفَوْحِيْ زُهُوْرُ ..
فَمِسْكٌ وَهَذا بَخُوْرُ ..
يَضُوْعُ على جَنَبَاتِ التِّلاعِ
وَأَرْوِقَةٍ لِلْمَدَائِنِ صِحْتَ بِهَا ..
فَوْقَ كُلِّ المَـآذِنِ ..
حَتَّى أَبَنْتَ مَلامِحَ وَجْهِكَ تَحْتَ القِنَاعِ
طَريْقُكَ لِلْقُدْسِ مُوْحِشَةٌ..
سَمَاؤُكَ قَدْ سَقَطَتْ فَوْقَ بَغْدَادَ يَوْمًا ..
وَمِنْ خَلْفِكَ النَّاسُ أَيْدٍ ..
تُلامِسُ نَزْفَ قَمِيْصِ النِّزَاعِ
وَخَارِطَةُ الشَّوْقِ بِيْعَتْ ..
وَسَارَ الْوَرَى فِي طَريْقِ الضَّيَاعِ


وبعدُ فإنّ هذه الدراسة تمثلُ نظرة على ديوانِ (سَادَةِ اللَّحَظَاتِ) أردنا من خلالها إثارة فضول القُرَّاءِ والدارسينَ للاقترابِ أكثر من قصائده، والاستمتاع بقراءتها، ودراسة هذا الديوان المتميز بتدبرٍ واستمتاعٍ بإبداعهِ على نحوٍ مُتأنٍّ ومحاورته على نحوٍ أكثرَ شُموليَّةً وعُمقًا.


د. محمد الحسن ولد محمد المصطفى
أستاذ نقد الشعر والمناهج بقسم اللغة العربية وآدابها
كلية الآداب جامعة نواكشوط ــ موريتانيا

 

التوقيع



[ .. مِنْبَرُ الْمَنَابِرِ وَ حِبْرُ الْمَحَابِرْ .. ]


المنبر غير متصل   رد مع اقتباس