منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - اِنْهِمَار رُوْح ذَاتـ لَيْلَة مُمْطِرَة
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-19-2013, 01:50 AM   #1
خديجة إبراهيم

( شاعرة وكاتبة )
مؤسس

افتراضي اِنْهِمَار رُوْح ذَاتـ لَيْلَة مُمْطِرَة


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


أُمّنِيَاتِي صَغِيْرَة
وَالْمَطَر فِي مَدِيْنَتِي شَحِيْح
كَبُرَت وَكَبَّر الْحُلُم مَعِي
وَمَازِلْت أَحْلَم
كَم يَطِيْب لِي الْوُقُوْف تَحْت زَخَاتِه
كَم لَعِبْنَا وَرَكْضنَا تَحْتَه وَنَحْن صِغَار
وَالْمَطَر يُدَاعِبُنَا بِنَسَائِمِه الَّتِى تَقَبَّل وُجُوْهَنَا
وَبِرَغْم إِبِتْلَالِنا إِلَا أَنَّه كَان يُغْرِيْنِي الْوُقُوْف تَحْتَه طَوَيْلَا
وَأَنَا مُغْمَضَة الْعَيْنَيْن أَحْلَم.

لَم يَعُد الْبُكَاء مُمْكِنَاً
كَان صَوْت الْرَّعْد يَصْرَخ عَلَى نَافِذَتِي هَذَا الْمَسَاء
الْسَّمَاء تَنْتَحِب تَبْكِي بَدَلًَاً مَنّي..
طَال إِنْتِظَارِي لَهُطُولِه..
عَلَّهَا تُزْهِر الْرُّوْح بَعْدِه.
.
.
لَحَظَات الْفَرَح تَأْتِي سَرِيْعَا ثُم تَتَلَاشَى
وَيَبْقَى الْحُزْن نَقْتَات عَلَيْه
وَلا شَيء غَيْر مَرَارَة الْفَقْد
نَحْتَضِنُهَا بِقُوَّه
أَتَذَكَّر الْآَن نَبْرَة صَوْتَه الْحَزِيْنَة.
هُو الْحُزْن نَتَشَابَه فِيْه
وَقَد أَبَى أَن لا يُفَارِقُنَا
مُوْغِل هُوَ فِي حَنَايَا الْرُّوْح
طَاغٍ بِالْقَهْر بِهَا
حَتَّى تَكَسَّرَت مَجَادِيْف الْأَمَان
وَغَدَت الْحَيَاة وَالْمَوْت سِيَّان.
/
/
لَن أَنْسَى ذَلِك الْيَوْم الْمُمْطِر
حِيْن كَانَت رُوْحِك الْأَقْرَب لِرُوْحِي
كَيْف تَسَلَّلَت مِنِّي بِسُهُوْلَة
وَهَا أَنَا الْآَن بِدَوْنِك وَحِيْدَة
أَجُوْب الْشَّوَارِع الْمَغْسُولَة بِالْمَطَر
كَدَمْعِي الَّذِي غَسِّلْنِي بَعْدَك
أَتَنَفَّس عِطْرُك كَنَسَائِم هَذَا الْيَوْم الْمُبَلِّل بِالْحُزْن
وَرَعْشَة تَعْتَلِي قَلْبِي
كَرَعْشَة عصْفوْر يحْتَضَر..!

 

التوقيع




ومضينا بلا وجلٍ
نقبّل وجنّة الصبح
‏ونحط كحمام
على كتف الأيام..!

🕊




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

خديجة إبراهيم غير متصل   رد مع اقتباس