أنت العيد
تتشابه أيامنا في رتابتها
لا لون لا طعم لا رائحة لها
هي الأيام ...
تتمادى في خمولها ...
تستيقظ متثائبة كسلى
تجتر بقايا ذكريات حلم طاف بلياليها الطوال
ثم رحل
وحده العيد الذي يأتي ليغير نمطية أيامنا
ووحده العيد الذي يأتينا محملاً بباقات الورد والعطر
وحقيبة مملؤة بالألوان
وعلبة حلوى
وحده العيد بوقظ ذاكرتنا
فنستعيد معه براءة طفولتنا
وسذاجة أحلامنا
وحده العيد الذي يطعمنا ...
مذاقات لم نتذوقها طيلة العام
ووحده من يعلمنا ...
كيف نحب الأيام والعصافير
وهذا العام يأتي العيد مختلف عن سائر الأعياد
لم يأتني بباقات الورد والفل.
ولم يأتني بالثوب الجديد وقارورة العطر
أتى بك العيد هذا العام
فكنت أنت العيد وهدية العيد
وفرحة العيد ونشوة العيد
وكنت أنت قلق انتظار ليالي العيد
هذا العيد له طعم ولون ورائحة
تشبهك
وله ملمس ناعمٌ كالحرير
يشبه خدك
وله نبض يقفز في الضلوع
كقلب غزالة شاردة
كل مافي العيد يشبهك يا حبيبتي
حتى أكاد أجزم أنك العيد
وأنك العيد
"كل عيد وأنت حبيبتي"
"البستاني"