منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - I .. أُّميَّ أي غَصةٍ أّشْهَقُ بِهَا صَــدْرَ الحَنيِنِ إنْ اْشْتَقْتُكِ .. I
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-18-2013, 06:16 AM   #3
شموخ الكبرياء
.. شَامِخَةُ نَجْدُ العَذْيّةِ ..
I هُــدَّابِ الـدِّمَـقْـسِ I

افتراضي لن أستوعب رحيلكِ ..


.

طِفَلةَ الصَبــاحِ



عِندَمَا كُنتُ طِفلةً كُنتُ أهَابُ الظَلمةَ ....
لاأحبُ الليَل وتَحديداً السَاعة العَاشرةَ ليلاً..
بعدَ انتهَاءِ مُسلسلِ وَالدتِي (رحمها الله )
لـِ علمِي أنْهَ ستُطفئ إضَاءاتَ البيتِ تاركةً
ذلكَ المِصباحُ الحزينِ المُتدلي ..
في مَدخلِ المنزلِ والذي أشعرُوَكأنهِ يَطلبني البَقَاء معهُ...
تَجبرنُي الذهَابَ إلى سريري كَي أنامَ وكعادتي كلَ ليلةٍ أمارسُ طقُوسَ
العِنادَ مُتربعةً على سَريري الوَردي مُحاولةً جَذبَ والدتي
بعدةِ أسئلةٍ كي لاتذهبَ بَعد ان تُطفئ مِصباحَ غُرفتي
واسْترسِلُ في أسئلةِ الشّغبِ بـِ صوتِ طِفلةٍ مُشرقٌ صباحُها
(يمَه امممم ...!!!وش ألبس بُكره في حفَلة........!!! تقُاطعني ...!!!
بكره يصيَر خْير إن الله أحيانا ..أووووش
يالله حُطي راسِك ....
أضعُه ...ومازالتْ أسئلةَ الشّغب تتَزايدُ لحظةَ الصِفر...
( وضعُ أُصبِعُ أُميَّ على مفتاح ِالمِصباح) لـِ تغلُقه
فَلو تذكرتُ الظلٌمةِ أشعرُ أنّي سـَ أبني مَدينةَ أسئلةِ شاغبةً كي لاتحلْ بـِ غُرفتي
أرفعُ رأسِي وبصوتِ النبْرةِ الحزَينةِ...
( يمّــه تعالي شُوفي جُرح أصْبعي لهالحين مَاطابْ)
كَانت على خِبرةٍ غَير بَسيطةٍ بـِ روَايةِ ابنتِها وأجزائها المُتجددةِ كُل ليلةٍ ..
لـِ تختَصرُها (الله يشافيكِ إقرأئي المُعوذات وَتطيِبين)
تُغلقُ مِصباحَ غُرفتي وأنقّض ُعلى مُحْتَضِنةً وسَادتيِ الصغيِره
مُغمضَةً عَيني وَافكرُ بـِ ماذا احْلمُ ..!!!!!!
وماان أنتصِفَ في قراءة المُعوذات ..حتَى أغطُ في سُباتِ عميقٍ
وبمَا أن أسمعَ صوتُهَا صَباحَ كُل َ يومٍ بعدَ أن تَرفعَ ستَائرَ غُرفتَي ..
وَتُطلقُ العَنانَ لـِ النسَماتِ وضَوء الشَمسِ بـِ الوُلوجِ إلى روُحي ..
ابتسمُ...أصمتُ..وَأُمّرِغُ خدي غّنجاً على وَسادتي النَاعمةِ
فلا مَجالَ لـِ أسئلةِ الشّغبِ بعد نُورهِا...
فكُنتُ مُبتدعةَ أن هَي مّنْ تأتي بـِ الصُّبحِ ...
ناهضَةً مُسرعةً أُقبّلُ رأسَهَا ..فـَ بدايةَ الحَياةِ في قلبي آنذاكَ...
بـِ نورِ الصُبحِ ونهايتُهَا ....بـِ إدبَارهِ ...

.






.






عِندمَا كُنتِ تَرقدينَ بـ المشَفى
كُنتُ أتَوسَدُ قبضَة سَريركِ ليلاً ..
شَعرتُ أنني مِنْ تِلكَ اللحظةِ احببْتُ الليّلَ وَالظلامَ
أن جعّلني بـِ قُربكِ ..
أسمعَكِ ..أُجيِبكِ ..أغُطيكِ ..أمسِكُ يدكِ ..
أُجلِسُكِ ..أُطعِمكِ بـِ يدي .. أُحَدِثَكِ .. أُرقيكِ
أتلو عليكِ كَلماتٍ مِن كتَابِ الله .. تَطمئنيبِهَا ..
لـِ تَطلُبي منيِ قفلَ المصباح لـِ تَنامي ..
لم يَكنْ ليلاً وظَلاماً بـِ قُربكِ بلْ كنتِ أنتِ النورُ لـِ قلبي .....
وَبِمَا أنْ يشعَ وَجهَ النَّهَار..
أرفعُ ستَائرَ غُرفتكَ الممُتليئةِ بـِ الأجهِزةِ كَي تتنَفسَ الصّبحُ..
وَآخذكِ بينَ فتَرةٍ وَأخرى اجوبُ بكِ حَديقةَ المشفى فَرحةً
بـِ عَافيتكِ ..وفي داخْلي طِفلة الصّباح
ادورُ حولَ نفسِي... ونَاظري يُحلقُ مع العصَافيرِ
انطربُ بـِ هديرِ الميَاهِ ..
أشاكسُ القططَ .....
أمَازُحُ الأطفالَ اللذينَ لاأفهم لهجتهم الشَعبيةِ..
..أحكي لكِ عنْ الزهُورِ هُنَا وَروعَتِهَا
وقِصتيِ وَقَارئةَ الفنجَانِ التي قَابلتُهَا بـِ ـالأمسِ
خلفَ ذلكَ السُورِ
أسِلمَ على أشْقاائنَا مْنْ العَربِ ..
أُخبركِ عن جَارتِنَا العِراقيةُ التي تدعوُ لكِ بـِ الشِفاءِ
استوقفتُ حديثي..
وَنظرتُ إليك وَإذا بـِ حزنٍ يخالط ُ ملامحَ وجهكِ ...
عيناكِ ليستْ هي التّي ربوتُ على ضحِكَاتهَا ..حنَانِهَا
تسرحينَ في عالمٍ آخر ...لمْ تُعلقيِ على ماقُلتُه ..
ولمْ تسأليني عنْ جَارتِنَا على علمي بـِ حُبكِ لـِ جَاراتكِ ..
أكملتُ حديثيِ بعدَ أن هَتكَ ظلامُ الصبحِ ...عِرضَ فرحتي ..
ودَمعتي أقربُ لـِ الإنصهَارِ على مساحةِ كفكِ الطاهرِ ..
وَفي عيني دمعتْ ذكرى طفلَتُكِ الكَبيرةِ ...
التي باتتْ لاتخشى الظلامُ..
حيثُ استوتْ بعدَ رحيلكِ الأنوارُوالظُلمُ










..!!






.



.



















منذ رحيلكِ الذي أكملَ


ثلاثةَ أعْواماً ......................... ]
وطفلتكِ الكبيرة لمْ تستطعْ نَزفِ الوجَعِ المُتخثرِ بـِ عُروقِهَا
على فِراقكِ ...حتى عندمَا شرعْتُ في الكتَابةِ كَتبتُ ذكرياتِ طفلتكِ ....
وَكأني أكتُبهَا لـِ تقرأئيهَا...بلْ قد تكونَ مخَدراً ..
بَطِيئ السَريانِ يُخففُ مِنْ صَدمةِ النّزفِ عِندمَا
أعيِهَا بعدَ إنتهَاء مفعُولهِ
لا أُميّ ..!! ربمَا احتاجُ لـِ صدمةٍ كهربائيةِ كي تنفضَ عني تَوهمي ...!!























.

.

 

شموخ الكبرياء غير متصل   رد مع اقتباس