منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - لغة الأجيال
الموضوع: لغة الأجيال
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-02-2013, 04:38 PM   #1
مجاهد السهلي
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية مجاهد السهلي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 12

مجاهد السهلي غير متواجد حاليا

افتراضي لغة الأجيال


أعتبرها استرواحة تحت ظلال النثر الشعري..

في عودةٍ خفيفة الظل إلى صنعاء طلب مني أحد أولاد أخي الأكبر مشاركة أدبية في مدرسته الثانوية في احتفال مدرسي فكتبت له هذه:

لي في اقتحام العُلا يا ليلُ مدَّكرُ
و انتَ تشهدُ لي في ذاك و السهرُ

يا شاردات المعاني و النهى قمرٌ
تجلو معاناة أفكاري و تنتشرُ


أنا الذي افتضَّ أبكارَ النُهى و سَمَا
على المُنيفاتِ... و الأقلامُ تنتحرُ

إذا وردتُ حياض العلم ...أَشْرَبُهُ
و أتركُ الخاملَ الوَسْنَانَ ينتظرُ

معابداً من سديم الحبر أُشْعِلُهَا
نُوُرَاً فيرفضُّ منها الجنُ و البشرُ

هنا الشموسُ تلاقتْ بينَ ذاكرتي
و استشرفتْ من ثنايا منطقي الدُررُ

إذا تفاخرَ بين الناسِ ذو جِدةٍ
فإنني باليراع الحُرِ أفتخرُ

تموتُ بالجهل أسماءٌ و أزمنةٌ
فينا.. و تُحْيِيْ رُفاةَ الراحلِ الفِكَرُ

يا أيها الجيلُ هذا العصرُ عصركموا
خذوه أبلج مثل الصبح .. تنتصروا

خذوا محاسنه العذراءَ و انطقلوا
قُدْمَاً و حيدوا عن الأقذاء و استتروا

في ومضة الحرف أسرارٌ معتَّقةٌ
للروحِ.. لو أخلص الكتابُ ما نشروا

إني رأيتُ ظلام الجهل ذو رمدٍ
أعشى.. و فجرَ النهى كالفجرِ ينتشرُ

كنا نراغم عين الشمس معرفةً
حتى أتتنا نواصي المجد تعتذر

نحن الأُلى سطروا التاريخ تحمله
عبر الزمان إلينا الشمسُ و القمرُ

فما لنا اليوم يا قومي نُهدِّمُ ما
لو كان للغربِ عُشْرٍ منه لافتخروا

ماضٍ من الفجر أطفأنا مشاعله
كي نستضيءَ بداجٍ ما له شررُ

نسابق الدهرَ تأريخاً و مُنْتَسَبَاً
و نبعثُ الرِّمَمَ الثكلى و نفتخرُ

ننازعُ الحِقَبَ الصماءَ منطقها
و نرتدي حُلة الماضي و نتزرُ

كنا نصرِّفُ للأفعالِ أزمنةً
أُخرى و لكنَّ هذا الجيلَ يختصِرُ

يا موطنَ الضادِ هَلاَّ أتْقَنَتْ لُغتِي
فَنَّ "المُضارعِ" .. أم أْفَعَالُها خَبَرُ !!؟


ما لي أرى لغةَ الأجيال تلعَنُنَا
و نحن نُطْرِقُ في صمْتٍ ... و نُحْتَقَرُ


يسافرُ الفكرُ بالأجيالِ صاعدةً
نحو الأعالي إلى حيثُ النهى صورُ


تجسمتْ في خضمِّ الدهرِ أغنية الـ
ـماضين حتى تغنى البدو و الحضرُ


و إن نظرتُ إلى عصري وجدتُ أسىً
يقتاتُ من كبد الماضي و يحتضرُ


غدا ستختلق الأقدارُ في وطني
جيلا يُباهي به الركبان و السيرُ

 

التوقيع

رؤيَ أحد المحدثين في المنام بعد وفاته و قد وقف أمام ربه ، فناقشه ذنوبه. فقال له : ياربِّ ما هكذا بلغني عنك !!.. قال : و ما بلغك عني.؟ قال : حدثنا فلان قال حدثنا فلان عن فلان عن رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم أنك قلت: إن رحمتي سبقت غضبي.. قال فضحك رب العزة و قال له: قد عفوت عنك.

اللهم إني ألتمس رضاك و غفرانك لأبي بما قطعته على نفسك أن رحمتك تسبق غضبك

مجاهد السهلي غير متصل   رد مع اقتباس