منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - إبريز فاطمة البار
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-27-2013, 07:43 PM   #1
مريم الضاني
( أديبة )

الصورة الرمزية مريم الضاني

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 14

مريم الضاني غير متواجد حاليا

افتراضي إبريز فاطمة البار


قراءة بقلم مريم الضاني ل "إبريز فاطمة البار"
بيّنا كنت أتنزّه في حدائق كتاب " روح الإبريز" للأديبة فاطمة البارـ الذي صدر حديثًا عن دار الكفاح ـ وجدتّني في بيت المصطفى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم... أراه وهو يتحدث، ويضحك، ويبتسم، ويحنو، ويدمع، وينثر رذاذ الحب في قلوب الأقارب والأباعد؛ فيتجلّى أمامي رحمةً مهداةً للعالمين،و وجدتّني أعبّ من معين محبته الزلال فترتوي قفاري، وأسعد بأحاسيس لم تولد في نفسي قط أثناء قراءتي لكتبٍ غاصت في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم . لقد كتبت فاطمة عن الحب في حياة النبي صلى الله عليه وسلم منذ مولده الشريف وحتى وفاته، لكنها لم تكتب عنه بقلم المؤرخ أو العالم بالشريعة، لم تكتب تلك الكتابة الجافة التي تهدف إلى إيصال المعلومة بدقة فحسب؛ بل كتبت بمداد قلب أنثى تشبّعت بحب النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف إذا اجتمع إيمان وعاطفة جيّاشة في قلب أنثى، ثم توّج ذلك المزيج السامق البهيّ بموهبة إبداعية رفيعة المستوى ؟ فاطمة أخرجت لنا لآلئ الحب في السيرة النبوية بكلمات تنبض حياةً وتتّحد كذرّات نهر رقراق يتدفق في يباب أرواحنا التي شوّهها جفاف واقعنا البعيد عن السيرة النبوية الشريفة العامرة بكافة أصناف الحب . إن الإحساس بالرِّيّ هو أول ردة فعل لروح القارئ بعد انتهائه من قراءة هذا الإبريز النفيس؛ حتى أنني أخال القارئ يتساءل هل قرأ من قبل عن الحب في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟. ورغم انتشار أحاديث نبوية كثيرة بيننا تدور حول الحب ، بل ورغم حفظنا لها عن ظهر قلب؛ لكن فاطمة بجمال تنسيقها لمواضيع كتابها، وعذوبة أسلوبها، وصدق وحرارة عاطفتها، تجعل القارئ يدرك المعاني الجليلة العميقة التي تكتنفها تلك الأحاديث ، بل ويصل إلى ذرى المتعة والإعجاب بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم ومحبته، وتفكّ أسار عواطفه الحبيسة في سراديب الجهل والعادات والأعراف التي وطّنته على أن القسوة والجفاء هما من أهمّ أدوات وأساسيات الرجولة . هذا الكتاب يردم الفجوات الموحشة الحزينة بين أفراد أُسَرِنا، ويمدّ جسور الوصل بين الوالدين وأبنائهما، وبين الزوج وزوجته، وبين الإنسان والكون . هو غيمة ينهمل ودَقُها في أرواحنا، ويوقظ فيها الحب لنضخّه في عروق حياتنا فنحيا به حياةً مستقرةً سعيدة . أرى أن هذا الإبريز لا غنى لبيوتنا عنه البتة ؛فهنيئًا لفاطمة انجازها الرائع .

 

مريم الضاني غير متصل   رد مع اقتباس