آه يا مجاهد .. برغم عظمة هذه الفائدة التي أدّبنا بها الإسلام وجعلها منهجا لمن أراد أن يلتمس للجنة طريقا
برغم كل اليقين الذي بداخلي أن ما قد قاله عليه الصلاة والسلام ونزل به القرآن حق لا ريب به
إلا أنني أتوسل لله ضارعة بهذه الآية : ( رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ )
فما جعل الله هذا الأجر العظيم للصبر والصابرين إلا وهو يعلم أن من الألم ما تنوء عن حمله الجبال
فهناك المصائب يا مجاهد وهناك الفجائع
كان الله بعون من نزل به من هول البلاء مالا يجد معه للتصبر سبيلا
فكم من الفجائع تذهب العقل وتودي بصاحبها إلى مالا يعلم وما لا يفقه
إنما الصبر نعمة من الله يخصّ بها من يشاء في الوهلة الأولى
فما بالعقل نلتمس الصبر بل في القلب الذي ينزل الله عليه من سلطان الصبر مالا يفهمه العقل ولا العاقلين
كماهو الحال بأم فقدت خمس شباب ووالدهم ومنزلها في مدينتي دفعة واحدة
وهي الآن في الجيش الحرّ
هل لعقل بشري أن يستوعب الطاقة التي منحها الله لها وأنزلها على قلبها لتكون من الصابرين
يرعبني هذا التفكير
فأجدني في متاهات الفكر مذعورة هائمة أستغيث بالله من هول ما نجد ونحاذر
اللهم إن كتبت علينا من المصاب عظيمه
فاجعل لنا من الصبر ما تثبت به علينا نعمة العقل والدين
اللهم آمين