اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة الجنوب
ان الصفات الوراثية قد يكون لها تأثير على سلوكيات الانسان .. لكن و بأغلب صفات الانسان ما يمكن القول بأن له التأثير الاكبر على السلوكيات و على الشخصية فإنها العوامل البيئية سواء أكانت بيئة المنزل .. او بيئة المجتمع او المدرسة ... والى اخرة من انواع البيئات التي يمر بها الانسان في اطواره المختلفه ..
و هي ما تخلق لديه الانطباعات و المبادئ و توجه سلوكه الى ما يمكن ان يتوجه او يمتنع عنه ضمن ردة فعله لتلك المؤثرات .. وهو ما يمكن أخذ المثال به بأن تأخذ شقيقين توأمين بتربية كل واحد منهم في بيئة مختلفة تماما عن الاخر فستجد لكل منهما شخصية مغايرة تماما للاخر الا ما قد يمكن حدوث تشابهات بينهما تأتي بالعامل الوراثي
|
ممنون لحروفكم الجميلة أيتها النجمة ..
تذكرتُ عند قراءة كلامك حديث رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حين قال (الناس معادن كمعادن الذهب و الفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا)..
هذا الحديث الجميل قد تكون فيه لفتة جميلة إلى أن أصول السلوكيات مخلوقة من الله سبحانه و تعالى ( و لا يمنع أن نضف نوع الخلق هنا بالوراثة ).. و عوامل التغيير أو التحوير للسلوك لا يمكنها أبدا اجتثاث الأصول لتلك السلوكيات المخلوقة و إنما قد تحور تلك السلوكيات و تهذبها ولو قليلا أو تلوث الصالح منها ولو قليلا.
(خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام).
نظرتُ في أحوال الكثير من الشباب المتدين ... فوجدتُ أن الشديدَ القوي في رأيه و شخصيته و عنفه و دمويته في جاهليته لم تمحُ الإستقامة تلك الوُجهة في سلوكه و إنما حولت استخداماتها في شخصية هذا الشاب من الباطل إلى الحق ... فأصبح قويا في الحق ، صادعا به ، و نزعته القتالية في جاهليته تحولت إلى الجهاد في سبيل الله .. فلا يكادُ الشاب المتدين ذو النزعة القتالية أو ممكن نقول (المشكلجي في جاهليته ) إلا و ترِفُّ روحه للجهاد أو القتال ، و قد يختلقُ فًرصاً للتنفيس عن شخصيته في قالبٍ من الخير و التوصيف الديني الشرعي.
و هنا تكمن مشكلة (الإختلاق للفرص التي تعزف على وتر سجيته و طبيعته) ؛ و لي موضوع سأطرحه حول بعض ضوابط الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر يتعلق بهذه الجزئية .
فالبيئةُ الصالحة الراشدة تأخذُ دورَ المُهذِّبِ و المشذِّب لنشاز الصفة في الشخص ولا يمكنها اجتثاثها من الأساس.
الناظر في شخصية حسان بن ثابت رضي الله عنه يجدها شخصية حروفية رقراقة هادئة مسالمة ... سواء قبل الإسلام أو بعده..
و الناظر في شخصية خالد بن الوليد أو عمر الفاروق رضي الله عنهما يجدها شخصية بارزة الظهور في ميادين الخشونة و الجَلَدِ و الشجاعة. فلما جاء الإسلام استخدما تلك الصفات في الحق و نصرة الدين.
.
اسف أن استرسلتُ في الكلام ... و يشفع لي أن هذه الجزئية من متعلقات الموضوع .
الشكر لحروفك.