هذا المخلوق المشرد والتائه بين البراري الذي يعبر عبر نهيقه عن حالته التعيسة ونظراته الحائرة على مستقبله المخيف فلقد أصبح مرتع الصعاليك وغير الصعاليك من بني البشر حتى اشتهر بغبائه وأصبح مضرب الأمثال بالعته والبلاهة ..!
ولوصول هذا الحمار لمرحلة مخيفة قد تؤدي بانقراضه نتيجة لغبائه الفاحش وحاجة البشر الماسة لهذا المخلوق فلقد اجتمع علماء الحيوان في "بروكسل" ومن ثم طاروا إلى جنيف وعقدوا الندوات والتحليلات حتى توصلوا إلى حل يحوي على خدعة براقة ليستروا عيوب هذا الحمار المسكين .
فبما إن الحمار يمارس غريزته متى ما توفرت له ذلك على أي وضعية كانت سواء في الجو أو في الأرض من بين الأزقة أو على قارعة الرصيف أو في السراديب فهو حق مشروع تحفظ له القوانين حريته .
ففي السابق كان يوصم بالساذج أما اليوم فهو المغرد فوق أسوار الحرية وأصبح الحمار يا سادة يعيش على غرائزه باحترام وتقدير حتى وصل نعيقه عفوًا قصدي تغريده لبعض الكائنات "المستحمره" التي تعيش بالعالم الثالث رغم إن لديها ما هو أسمى وأعظم ولكن لأن "الاستحمار" له دور بارز ومتأصل لديها أصبحت شغوفة لهذا الاكتشاف المذهل بنظرها طبعـًا والذي رسم مسار حياتها وأخذت على عاتقها المناداة لهذا الانجاز البارع في عالمها فهل عرفتم يا سادة كيف تعيش الحمير !؟ ..
طلال بن محمد الفقير