منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - حينما يختال الربيع ضاحكًا !
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-23-2012, 02:37 AM   #1
علي آل علي
( كاتب )

الصورة الرمزية علي آل علي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 22

علي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعةعلي آل علي واحد الرائعة

افتراضي حينما يختال الربيع ضاحكًا !


كم للربيع من جمال رفيع ، يحدثني عنه ذلك الضرير ، إني أراهُ من بين أضلع أنثى ، تختال ضاحكة كطفلة في يافع عمرها ، كم للربيع من فؤاد ذو حسن بديع ، حينما يلم شمله المتناثر عبر الفصول ، يثبت وجدانه الفاتن ، يسحر الأعين الغارقة في دموع السنين ، يجعلها تبتسم فتشد الأوداج والفم التعيس .

على الكرسي أجدني جالسًا ، أحمل من بين فكي صدري ذلك القلب المرهف ، تلامسه الشرايين ، تنعشه الأوردة بماء الحياة ، تصعقه الأعصاب ببرق ألم ، يشرئب أحزانًا ، يثمل حبًّا ، يتقلب على سرير الحنين ، والاشتياق السارق لسبات الليل الكسيح .

أيتها الأعين انظري من خلال النوافذ ، انظري إلى ترنح النخيل ، وتحليق السحاب الجميل ، وأجنحة الأنوار في الأفق الممتد إلى البعيد ، انظري إلى الكون ونجومه المتلاعبة بجماله العجيب ، هل يا ترى هي بوابات إلى عالم أخر ؟ جنّة الفردوس يا ترى ؟ وخازنها رضوان العظيم ! هل يا ترى سأعبر من خلالها يومًا ما ! أم أبقى على حالتي كالمسكين ! لا أعلم المقعد الأبدي الخالد الأكيد .

أنا الربيع في حلّته ، حينما استنشق هواءه العليل ، حينما أعيشه بجميع ما فيه ، من مطر وأطيف أودية النعناع ، والريحان ، والكادي الجميل ، حين أرى رواق الياسمينة متقوّسًا كقوس قزح مثير ، ينتابني شعور الانتعاش اللذيذ ، سأسير فيها مغمض العين ، لأفتحها وأخرج من بؤرة بوسطها ، كباب أفتحه ليسمح لي بتأمل هذا الأمل الشريد .

- علي مجدوع آل علي
- 17 / 11 / 2012 م

 

علي آل علي غير متصل   رد مع اقتباس