منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - سلسلة ( بعض من عرفت ) فصول من حياتي
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-28-2012, 02:21 PM   #8
سعود القويعي
( كاتب وناقد )

الصورة الرمزية سعود القويعي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 535

سعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعةسعود القويعي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


إنـنــا لانسير في الحياه بل نحملها ونسير بها
احسان عبد القدوس

(( لم اكن يوما دون جوان او فالنتينو ولكنها احداث فرضتها ظروف وزمن واحتياج وصدف وحظوظ
بعضها سعيت لها والبعض سعى الــيّ .. فإن رأيتني كذلك فقد انصفتني ... وإن لم ترني فلم تظلمني ))

( سُـــعود )

بَعضُ مَن عرفتْ

(( خلّ الملام فليس يثنيها حُبّ الخداع طبيعة فيهــــا
هو سـرّهـا وطلاء زينتها ورياضة للنفس تحييها ))

عبّـاس العقـاد ( اعاصير مغرب )

( ش ) شيــن .
في الأحياء الشعبيه تتقارب البيوت بتعارف نساء الحي وتتباعد بالمنعطفات وكثرة السكك ... وبين البيت والآخر والسكة ومثيلاتها تختبيء قصص وحكايات واسرار وتفاصيل .
خلف بيتنا ينزوي بيت يفتح من الجهة الأخرى ، لانعرف ساكنيه ولاتربطنا بهم صله ولانعلم عددهم ومن هم اومن اين؟
ربطتني المعرفة بواحدة من قاطنيه ، كان حبل الوصال دكان صغير يلزم الوصول اليه من بيتنا الدوران ثم المرور من امام بيتهم ، رغم ان احتياجي لذاك الحانوت قليل والأقل منه مايحتوي من بضاعة لاتفي بالغرض احيانا.
في احد الأيام ولاأذكر إن كان مساء او ضُحــى ، وانا امشي جوار ذاك المنزل ، فوجئت بالماء يرطّب ثيابي تلاه صوت يعتذر بكلمات بسيطه ، كانت تدلق الماء من سطل ، واشك انها قاصده !
التفت فلامست عيناي فتاة اظنها في نهاية العقد الثاني من عمرها ، زهرة تتفتح للحياه وجه يحمل بين قسماته جنون الصبّار في يوم قائض ، شعر نافر يتعارك مع خصلاته ، وعيون واسعة كعيون البقر وشفاه تضحك وهي مقفله ! وانهيت نظرتي الفاحصه المتطفله بإبتسامة لعلها فهمت انها ذات مغزى !
ثم واصلت طريقي لما انتويت اليه ، اخذت حاجتي وقفلت راجعا من دربي لكن باب المتنمره كان مغلق .
بعد ايام عاودني الحنين لأبتياع شيء من ذاك الدكان فقير البضاعه ... بحثت في عقلي عن حاجتي فلم اجد ! فصنعت لي حاجه ويمّـمت شطره .
تجاوزت منزل الفتاة الموصد ، وحين دلفت المحل لقيتها امامي سبقتني وكأننا على ميعاد ؟ تبادلنا النظرات ، ولمحت ابتسامتها الصابحه من خلف غلالة خفيفه ، تركتها تأخذ حاجتها وعند خروجها حانت منها التفاتة سريعه و لحظت عيناها تناديني ، او هكذا خيّل اليّ ، نسيت اسباب مجيئي ، وهل جئت لشيء ؟ تبعتها ... تباطأت في مشيتها حتى تجاورنا واكملنا وتم التعارف في خطى قليله ومسافة قصيره !


اسمها (ش) واحدة من ثلاث اخوات هي الأكبر . وفدوا من منطقة تبعد عن الرياض بضع مئات من الكيلو مترات ، والدها يمتلك محلا لتجارة القماش في احد الأسواق وتدل احوالهم ان تجارته رابحه ، والدتها تزاور باستمرار شقيقة لها تسكن في اطراف الحي وغالبا مايذهبن بناتها معها وتتخلّف هي بحجة مراجعة الدروس او تنظيف البيت ، او انها ليست على وفاق مع بنات خالتها ولاترغب رؤيتهن !
الى آخره من هذا الكلام الذي يوحي باستعدادها في المضي للمعرفة بيننا الى ابعد من الكلمات والنظرات اوالصمت المشين !
وكأي فتى في سنيّ المراهقة او فوقها بقليل شغلت فكري وداعبت خيالاتي حين اغمض عيني ابتغي النوم .
جلست يوما مع احد ابناء الجيران يقاربني في العمر وارتاح لحديثه او تشنيعه على الغير ، وكان مجلسنا الدائم احدى زوايا الحاره تقع في رأس السكه بعيدا عن الأبواب يشرف الجالس فيها بنظره على شارع طويل يربط شرق الحي بغربه ، كان المربض ملكا لجميع الساكنين حوله ، فترى كبار السن يتجاورن فيه تحت اشعة شمس الشتاء او امسيات الصيف البارده ، وكالعاده تحدثت مع رفيقي في كثير من الأمور العاقله والتافهه ...
ونحن نجترّ الحوار لاحت من بعيد انسام نساء قادمات ، يتجاذبن اطراف الحديث في همس ، وحين دنون منّـا انفصلت احداهن ودخلت منزلا قريبا ، دعتهن للدخول فاعتذرن وواصلن المسير عطفا على سكتنا ، وبعد ابتعادهن وكزني رفيقي بيده وهو يقول ماعرفتهن؟ فأجبت بالنفي ، فقال ان المرأة السمينه جارتكم ام فلانه ، فاستنكرت ذلك ثم عاد يؤكد انهن الساكنين خلف بيتكم ، وهنا تذكرت (ش) وسألته إن كان يعرفهم ؟ فأجاب باستغراب كيف لاتعرفهم وهم جيرانك؟ قلت انهم ليسوا جوارنا انهم في الشارع الخلفي ...
بدأ جليسي يخبرني مايعرفه عنهم بعدما اطمئن الى جهلي عنهم .
معلومات بعضها عرفتها من (ش) الا انه ختم روايته بقوله ان ابنتهم الكبيره ليست كما ينبغي ، ربطت بين حديثه وحديث الفتاة فاستنتجت ان الأمر يتجاوز ( إن وجد ) الرؤيه والكلمه والغزل!
نسيت امرها تماما ، فليس اضرّ من علاقة مُطْلَقَــه بين فتاة وفتى في حي شعبي لايحفظ السر تؤول الى مالايحمد عقباه . ولكن هل انتهى الأمر الى هذا الحد وهل ركنت الى العقل ؟ لم ينتهي ، انتهى فقط امر البدايه ، اما النهاية فلها شأن آخر !
في احدى الليالي خرجت لأبتياع طعام العشاء من احد المحلات الشعبيه القريبه ... في منتصف الطريق وتحت اضواء نصف كاشفه تعتلي بعض الأبواب ، لاح لي شبح امرأة تسبقني في نفس اتجاهي ، سرت خلفها بشكل اعتيادي لاأعرف من هي ، لعلها التفتت فأبطأت حتى تلامس ظِلانا .
نظرت اليّ وعاتبتني بصوت خفيض ( اهلا سعود ، وينك ؟ مانشوفك) ؟
فأجبت ( مشغول ) توالت اسألتها : وين رايح؟ وماذا سوف تشتري؟
اجبتها ، ففاجأتني بسؤال لم يخطر على بالي ولم اتوقعه لكنه اعاد الى خاطري كلمات صديقي ( ليست كما ينبغي) قالت بكل جرأة الأنثى حين تسوقها الرغبة ويتلاشى منها الحياء ( اقدر اشوفك بكره العصر؟) اجبت : اين ؟
قالت :عندنا بالبيت ! قلت وبأي صفة ادخل بيتكم؟
تجاهلت سؤالي وقالت: غدا ستذهب امي واخواتي لخالتي وسأتخلف عنهم وانتظرك بعد العصر عليك ان تنقر الباب نقرات خفيفه سأعرف انه انت وافتح الباب .
سكتت قليلا ثم شخصت بعينيها في عيني وقالت ( ماتبي تتزوج ؟)
و(تتزوج) كلمة مهذبه لأمر لايصح ذكره ،وفهمت رغبتها ، وحين لاحظت تلعثمي وصمتي قالت بأسلوب فتيات الليل:
( باين عليك غشيم ؟ لاتخف كل شيء سيكون على ماتحب ! المهم لاتتأخر عن الموعد) .
في الغد ومنذ الصباح وانا في دوامة بين شبق الشباب والخوف من تبعات هذه الخطوه ، عند العصر غلبني شيطاني وامتطتني شهوتي ، فذهبت اجرّ قدميّ .
عند بيتها وجدتها تنظر من خلف الباب فدنوت وإذا بها تفتح الباب وتمسك بذراعي بحركة سريعه خشية ان يرانا احد الماره مع ان شارعهم الصغير نادر الخطوات .
اغلقت دوننا وهي تقول : تأخرت ، خشيت ان لاتجيء، !
بينما انا اتصبب عرقا وخوفا.
كانت ترتدي قميصا شفافا يطل من خلاله نهدان منتصبان يتأهبان للعراك ، وشعر ناكش لم يؤذي حُسنها ،عيناها الواسعتان بشكل يدعو للتأمل ويغري للغوص فيهما وكشف سرهما!
تعمقنا في المنزل وهي تمسك ذراعي ... ربما خشيت ان اتراجع ... !
يد ممسكة بيدي واخرى ترفع بها اطراف قميصها لتبدو تحته ساقان تنشدان الحركه تبغيان الركض لما انتوت عليه صاحبتهما !
خيّل اليّ انها انتزعت ساقيها من احد التماثيل التي تزخر بهما شوارع وابنية روما وميلانو.
نقشتها ازاميل الاغريق قبل ميلاد المسيح ، او من تلك اللوحات النسائيه المضطجعة الأنصاف عاريه ... الرابضه في اسقف كنائس الفاتيكان بريشة مايكل انجلو ومن جاء بعده .
وما إن دخلنا احدى الحجرات الصغيره الضيقه التي هي سمة المنازل الصغيره حينها ، حتى تحررت من قميصها الذابل في احظان الورود بينما لازلت في حيرتي وعبثي الفكري وتساؤلي :
تّـرى لو جاء احد اهلها الآن صدفه ؟ لو حضر والدها بغير موعد ولأي سبب ؟
لـو ... لــو؟ ماذا سيكون عليه وضعي ؟
لاشك سأكون سببا قويا في استبدال اهلي الحي بآخر. ؟
هذا اذا وقفت الأمور عند هذا الحد ولاأظن ذلك.. وبينما هي تتهيأ لما رغبت !
إذْ بــي وبلا تردد وبلا وعي انحو صوب الباب وانا اسمعها تنعتني بأقذع الألفاظ واني لا أصلح للحب واني لابد اعاني امرا ما ؟ الى اوصاف لالزوم لذكرها !


خرجت وانا ارتجف ولم اهدأ الا حين انعطفت نحو منزلنا ثم واصلت طريقي لمكان جلوسنا المعتاد لعلي ارى رفيقي واجد فيه ملاذا ينسيني بحديثه عن ذاك الموقف الصعب . ولما لم اجده رجعت للبيت ، لغرفتي ....
واسلتقيت على فراشي الذي يعاني اليتم ، واندمجت مع نفسي استذكر كلماتها واسخر من نفسي ومنها ومن ساعة لقياها ، تناولت احد اقراص الأسطوانات وادرتها ... وحمدت الله اني خرجت قبل ان يحضر احد اهلها ، كما خمّنت .
وقفت حكايتي معها الى هذا الحدّ ،،،،،، كانت كلما لمحتني في الشارع تشيح بوجهها عني معلنة عن احتقاري وركلي من حياتها ، إذْ لم اعد بالنسبة لها إلا عنّـيناً لاأصلح لممارسة الحب !هذا انا من وجهة نظرها !!!
أما هي فقد شاء حسن الحظ ان تنتقل مع اهلها من الحي بعد ذلك بأشهر ، حيث كشفها اهلها مع احدهم في وضع لايسرّ ، وخوفا من فضيحة في حي لايعرف الأسرار غادروا حارتنا غير مأسوف عليهم وعيون الشماتة تلاحقهم مني ، وثأرت منها بطريقة لم يكن لي يد فيها.
رحلت ( ش ) وانطفأت بعدها شعلتي الســــــاخنــــه وترددي ومعها تلك الأتهامات الشنيعه واستعدت ثقتي في نفسي ومسحت ذكراها من عقلي ، وإن ظلّت صورة قوامها الأبنوسي البضّ تسخر من جُبنــي وخسارتي لها .

انتهى فصل (ش) يليه ..( ب )


هديــه :
المعــزّة درجـه من درجـات الحــب ( سعود )

 

سعود القويعي غير متصل   رد مع اقتباس