منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - في عيني حكي
الموضوع: في عيني حكي
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-01-2012, 09:12 PM   #3
عبدالحكيم فهد
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالحكيم فهد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

عبدالحكيم فهد غير متواجد حاليا

افتراضي





رأيت كأن اليأس رجل يلبس القوة و يتدحرج أمامي و يمد لسانه للعابرين
رأيته ينتفض يقيس مدى خوفي و رعبي يطير إلى السماء و يعود إلى حضني .

كأنه فأس يقطع كل قلب إلى نصفين و يرمي كل جزء إلى حفرة عميقة خلفه.
أحياناً أشاهده يركل القلب قبل تقطيعه و يبصق فوق جسد ميت .

يا للحظ الملقى بين يدي لا ينهض كأنه اليأس و كأني أشاهده يركل ما تبقى
من قلب و رئة .


يأس و يأس و أنا في قالب كبير لا أستطيع التنفس داخله و تضيق بي الحال و أنتظر
رحمة تنزل بالسكينة و الهواء .

لا يكفي الحزن المختلط بالظلام المحيط بي و لا أرى شروق شمس تعلن الرحيل
لذلك السواد القاتم الذي ملأ الجو عتمة و جعل مني ضال العودة إلى نور نسيت كيف
يكون .


بحبل اليأس قدم إلى قدم مقيدة و الخطوة لا تكتمل و سبيل غي يقود إلى
حافة سقوط ما لا نهاية لها لتتحطم العظام هناك على صخرة من هموم و أوجاع .

تشيخ في داخلي أوهام و أحلام بالنجاة و كأني فاقد للأمل أو أنا كذلك و لكن
لا رغبة عندي بالتصديق بأنني أعيش مع كل هذا الألم و بحجم الأرض يأس .

لتنحني لحظة نور لأقف فوقها لعلي لا أفقد صبر تربى في داخلي ويربط على قلبي
و يقتل لحظات الهزيمة و السقوط فأنا تعبت من العثرات من وجع الخيبات التي
لا تنتهي و لا يأتي أمر ينهاها أو حتى يزجرها أو يقول لها يكفي .

نعم أيها الرجل الخاضع في زنزانة الخيبة و ترسم على جدرانها و تحسب
أيامك المتبقية لا تفرح كثيراً بالحرية فعودتك إلى زنزانتك صدر قبل خروجك .


جمهور يقف عند باب السجن يصفق بحرارة يشجعك و يحمل لافتات الخيبة
و أنت لا تريد رؤيتها لأنك في لحظة لن تستمر مع حريتك .



قبل كتابة كل ذلك
سيدتي مع كل يأس في زنزانتي ... رأيت ...
سيدتي أنتِ يأس لا أستطيع قتله أو دفنه بالحياة .

 

عبدالحكيم فهد غير متصل   رد مع اقتباس