رأيت كأن اليأس رجل يلبس القوة و يتدحرج أمامي و يمد لسانه للعابرين
رأيته ينتفض يقيس مدى خوفي و رعبي يطير إلى السماء و يعود إلى حضني .
كأنه فأس يقطع كل قلب إلى نصفين و يرمي كل جزء إلى حفرة عميقة خلفه.
أحياناً أشاهده يركل القلب قبل تقطيعه و يبصق فوق جسد ميت .
يا للحظ الملقى بين يدي لا ينهض كأنه اليأس و كأني أشاهده يركل ما تبقى
من قلب و رئة .
يأس و يأس و أنا في قالب كبير لا أستطيع التنفس داخله و تضيق بي الحال و أنتظر
رحمة تنزل بالسكينة و الهواء .
لا يكفي الحزن المختلط بالظلام المحيط بي و لا أرى شروق شمس تعلن الرحيل
لذلك السواد القاتم الذي ملأ الجو عتمة و جعل مني ضال العودة إلى نور نسيت كيف
يكون .
بحبل اليأس قدم إلى قدم مقيدة و الخطوة لا تكتمل و سبيل غي يقود إلى
حافة سقوط ما لا نهاية لها لتتحطم العظام هناك على صخرة من هموم و أوجاع .
تشيخ في داخلي أوهام و أحلام بالنجاة و كأني فاقد للأمل أو أنا كذلك و لكن
لا رغبة عندي بالتصديق بأنني أعيش مع كل هذا الألم و بحجم الأرض يأس .
لتنحني لحظة نور لأقف فوقها لعلي لا أفقد صبر تربى في داخلي ويربط على قلبي
و يقتل لحظات الهزيمة و السقوط فأنا تعبت من العثرات من وجع الخيبات التي
لا تنتهي و لا يأتي أمر ينهاها أو حتى يزجرها أو يقول لها يكفي .
نعم أيها الرجل الخاضع في زنزانة الخيبة و ترسم على جدرانها و تحسب
أيامك المتبقية لا تفرح كثيراً بالحرية فعودتك إلى زنزانتك صدر قبل خروجك .
جمهور يقف عند باب السجن يصفق بحرارة يشجعك و يحمل لافتات الخيبة
و أنت لا تريد رؤيتها لأنك في لحظة لن تستمر مع حريتك .
قبل كتابة كل ذلك
سيدتي مع كل يأس في زنزانتي ... رأيت ...
سيدتي أنتِ يأس لا أستطيع قتله أو دفنه بالحياة .