بين الفينة و الأخرى
حري بنا يا قلمي
أن نستل من بعض الجروح
غدقا من ضحك كثير
بعد ما أبكتنا قليلا
هكذا تمضي الحياة أكثر اتزانا
حين تحمل في حقيبتها
الكثير من العبرة و العظة
،،
سمعته يقول لها :
سنزوجك العامل الذي عندنا
و الهندي
و السوداني
و المصري
بقيت تناظره بابتسام
كأن لسان حالها يقول:
أنعم و أكرم بهم
هؤلاء أكثر منك أدبا و تربية و سمو أخلاق و ثقافة و حسن عشرة ،،
و كان يدور في خلدها
رجل تكتنز فيه حضارات الأرض
فأمه من حضاره
و أبوه من حضارة أخرى
و هو بكيانه الوسيم يمثل حضارة
أبهى و أزهى
أما ذاك خبيث النفس
قبيح الشكل بدا حينها
بقيت هي مع حلمها السامي
و هو وقع في شر فعلته
أصبح زوج الزلمة
و حماته زلمه
و حماه زلمة
و ينادى له يا زلمة ،،
و تاه بين الزلمات
لا يتحدث بحديث قومه
و لا يرقى لمن وقع في بؤرتهم
البعض أخذ منهم كل جمال و نال كل منال
إلا هو بدناءته تلك
وقع في داء عضالــ من سوء الفعالــ
فاعتبر يا قلب و لا تكن مثله
طبطبت على جرحها
قلت لها :
ذاك عدل رباني و جزاء يوفى
فابتسمت كثيرا من أعماق القلب
و أنت يا قلبي
كن رجل الحضارات كما حلمها
و ذاك يكفي لكي أهديك قلبي الحالم