أمام المرآة و أنا أتحسس شعر لحيتي
عادت بي الذاكرة .
مفاوضة يرضيني منها القليل
كان الرضا يتمثل في ( كيكة و عصير )
و أسامح من غضبت منه و كأن شيئاً لم
يكن كنتُ ذاك الطفل الذي يملك العالم
بـ ريــالٍ واحد كل نصفٍ منه يحمل لي السعادة
يجعل مني أُغيظُ الآخرين بقولي ( آآه معي ريــال )
و الآن لا أعرفني .... فأنا تائهٌ بين الرضا و الصد ....
فلم أصل للرضا الكامل و تلك البراءة
غادرت ملامحي ...
المسامحة عندي أصبحت تقترن بالمستحيل
ليحتل مساحات القلب شيءٌ لا أعرفه و تنكره
كل أنا في داخلي ....
أستغربني في فصول الحياة التي لم تَعُدْ تكررني
نسخة للرضا ...... و لا يهمني كم مرةً غضبت .... و لم أجد
المقابل المكافئ لتلك اللحظة سوى خضوعٍ تامٍ
للاحتراق ....
كم تمنيت أن ألبس ثوبي القديم و أجعل القليل
كثير لكن في المرآة وجهٌ يحمل ملامح الرجولة
لا يلائمه ثوبٌ صغير ....
حتى ( طاقيتي ) ... أنكر حجمها رأسي .... لتستقر مع الثوب
في صندوق ذكرياتٍ يُمرر صورةً لأمي و هي تضعها في
نفس المكان ...... و تغلِق باباً لا يُفتحُ أبداً ...
أتنفس رائحة الغبار لحظة الإغلاق لتخبرني كم هجرت
صندوقي و دفنت فيه كل الجمال الذي ولد معي في براءةٍ
قتلتها مع كل حلقٍ للحيتي ....
بقاء الذاكرة لا يكفيه دخول سوقٍ مليء بـ ( الكيك و العصير )
.... كل ما أحتاجه لم يعد متوفراً فيها ......
حسرةٌ من تحتها دمعةٌ من تحتها جلدٌ من تحته ألمٌ أشاهده
في مرآتي و أنا أحلق ذقني ....
مع كل غسلةٍ لوجهي بالماء .... مع كل تلامسٍ ليدي له .... يسقط قناع
لا أعرفه ..... و أغرق في حيرةٍ تتساقط مع قطرات الماء ...
هناك حيث لا يدركني الناس عرفت معنى القليل و لا يهم
حجم الكثير عندها ....
أجمع عدة الحِلاقة و أغادر .
_ سبق نشرها _