.
.
.
.
.
[ Give me hug ]
في أحد الأيام .. كنت أسير أنا وصديقي الحبيب الذي أعجز عن وصف حبه / عبدالعزيز سعود السماح ..
كنا نسير على شاطئ البحر ولم يكن أحد غيرنا هناك .. فجلسنا ننظر إلى البحر .. وقلت له ... :
أبو سعود .. أود أن أقولك لك شيئا ..
فقال ... :
تفضل ..
قلت ... :
أنا أحبك يا صديقي .. أحبك .. فضحك بصوت مرتفع وقال ... :
أنت شارب شيء .. أجبته لا لكن لطالما وددت أن أقولها لك منذ زمن طويل ..
ولا أعلم لم تأخرت كل هذه المدة .. فأجابني .. : وأنا أحبك يا فيصل ..
أحبك بقدر ما أختلف معك في وجهات النظر .. !
يا الله .. كم تمنيت أن أحضن والدي أو أخي أو أختي أو صديقي ........ كم تمنيت ذلك
أحيانا كثيرة .. كم تمنيت أن أقول لمن أحب .. أنا أحبك .. لكن لا أعلم ما الذي حال دون
أن أفعل أو أقول ذلك .. لماذا نقيد مشاعرنا .. ونحكم الخناق على احاسيسنا .. ونضيق
على عواطفنا .. لماذا سمحنا مجتمعاتنا أن تفرض علينا تلك الثقافة التي ما أنزل الله بها
من سلطان .. لتقمع مشاعرنا واحاسيسنا وتجعلها قابعة في ذواتنا .. فحالت دون أن
نمارس انسانيتنا في التعبير عن العواطف والاحاسيس التي تعترينا .. لماذا ارتضينا أن
نحيا دون أن نعبر عن مشاعرنا واحاسيسنا بكامل حريتنا .. حتى أننا بتنا نعجز عن التعبير
بما يجيش في داخلنا .. ومن فرط ما نقوم به من كبت وحبس لمشاعرنا ومحاولة عدم
التعرف عليها ووصفها والتعبير عنها .. لم نعد نعي وجودها فعلا وما عدنا نشعر بها ..
فما بين وأد فاضح للتعبير عن المشاعر وما بين اهمالها وكبتها .. ضعنا نحن ... !
لماذا ساهمنا في تقوية هذا الحاجز الذي يحول بيينا وبين من نحب .. ما نقوم به بارادتنا
ووعينا في عدم التعبير عن مشاعرنا والتعايش هكذا .. ليس سوى تثبيط نفسي للمرء حيلة
نفسية نستخدمها لتعود علينا بالضرر البالغ مع مرور الزمن .. في الوقت الذي في داخل
كل منا .. مشاعر واحاسيس وعواطف تتشكل وتتكون من خلال التجارب التي يمر بها
المرء ويعايشها ويتعايش معها .. والتي يتذوق فيها مذاق شعوره ولذة مشاعره واحاسيسه
أثناء اتصاله وانصهاره مع الآخر .. فيتعرف على نشوة الحب .. ولوعة الفراق .. وقسوة
المعاتبة .. وأمن الاحتواء .. وحميمية المداعبة .. كل ذلك يساهم وبقوة في رسم ملامح
مشاعرنا وتشكيل احاسيسنا .. وتلوين عواطفنا .. لايجاد لوحة جميلة ومميزة تعد بمثابة
الهوية النفسية لنا عند الآخرين .. لذلك لنحاول أن نحيا تجارب حقة تصب في صالحنا
وتساعد في بناء مستقبلنا .. ولنقدم مشاعرنا واحاسيسنا على طبق من حب و ود لمن
نحب .. لمن يشاطرنا هذه الحياة ويقاسمنا فيها الأفراح والأحزان .. لا أن نستنزف
ونضحي بمشاعرنا واحاسيسنا في الخفاء في زاوية مظلمة مع آخر ليس سوى عابر سبيل
يزول بزوال النشوة .. فنظلم من رافقنا في هذه الحياة .. ليس هنالك ما يسمى قلة اهتمام
واهمال بل هنالك ما يسمى اهتمام يصب في مكان آخر .. الاختيار هنا في غاية الأهمية ..
لذا فلنحسن الاختيار ... !
فالجميع يعمل جاهداً كي يخرج في أجمل وأبهى صورة لا حاجة لأن نشوه ذواتنا بأيدينا ..
لا حاجة لأن نفسد مشاعرنا النقية والطاهرة ونصنع منها مسخا قبيح المنظر .. لنتعامل
برقي مع مشاعرنا واحاسيسنا ولنوظفها جيدا حيث يجب لها أن تكون ..
ما أجمل أن نعبر عن مشاعرنا واحاسيسنا .. ما أجمل أن نشعر بتلك اللحظات .. !
وما أجمل أن نُشعر من نحب بها .. وهكذا قررت منذ تلك اللحظة .. أن أعبر عن مشاعري
واحاسيسي تجاه من أحب دون تردد .. لذا سأقول لكم جميعاً .. سأقول بعلو الصوت لكل
من يقرأ لي ... :
أحبكَ أنتَ .. وأحبكِ أنتِ .. أحبكم جميعاً ... !
# نقش ... :
يجب ألا نخجل من التعبير عن مشاعرنا واحاسيسنا الجميلة تجاه من نحب ..
الأجدر بنا أن نخجل من التعبير عن تلك الأمور القبيحة التي نتبجح بها ونكررها كل يوم ..!
* نُشِرَ في جريدة الصباح الكويتية .. ملف مقامات أدبية ..!