منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - شوارعنا و [ الهوية ] ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-01-2012, 12:48 AM   #1
مشاعل الفيحاني
( كاتبة )

الصورة الرمزية مشاعل الفيحاني

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 13

مشاعل الفيحاني غير متواجد حاليا

Lightbulb شوارعنا و [ الهوية ] ...





شوآرعنا و [ الهوية ] ...

قيل أن المكان يصنع المشاعر ، و أن البيوت الواسعة تـُعطي لساكنيها الراحة و الإطمئنان وتوفر جو من الألفة و المودة ، ما يمكن أن يكون بيئة جاذبة للإبداع ، و على العكس من ذلك فإن البيوت الضيقة تعتبر بيئة طاردة بسبب ضيقها و إنعدام الراحة والخصوصية فيها ومن ثم تجد الشوارع مملوءة بالأطفال و المراهقين مما يمكن أن يعرضهم للمخاطر ، لم أقل هنا أن الشارع بذاكرته عبر التاريخ لم يمكن بيئة راعية للإبداع أو شاهدة عليه ، فالأدلة على ما أقول كثيرة ، فشارع المتنبي أحد أهم الشوارع في بغداد و يتميز بحضور ثقافي لافت ، و بوجود المكتبات العريقة حتى إعتبر أنه معرض دائم للكتاب ، يـحوي نفائس الكتب و المخطوطات ، و قيل أن هذا الشارع إختزل ثقافات الدنيا كلها في أمتار بسيطة و متراكمة ، من مئات السنين مروراً بسنوات الحصار إلى عصر الإحتلال الحالي ، وليس ببعيد عن بغداد هناك في الشام شارع نزار قباني ، فعندما أرادت الدولة تكريم الشاعر أهدته شارع بإسمه ! و قد قال وقتها لقد أهدتني دمشق شارع ، هو هدية العمر ، وهو أجمل بيت أمتلكه على تراب الجنة ، في خضم بحثي عن الشوارع ، و عن ذاكرتها و أيضا وجودها في قصائد الشعراء ، كنت أعلم أن البحث غريب و قد قيل لي أن الفكرة مجنونة ، وأن المقال المكتوب عن الشوارع هو مقال شوارعي ، ولكني كنت أؤمن أن الشوارع ليست ممرات فقط ولا حتى إشارات مرور و محلات على الجانبين تنشر الضجيج ، فالشارع ملاذ عازفين فرنسا وهي ظاهرة منتشرة في المدن الفرنسية وقد إعتبروا ذلك من الهوية الوطنية لفرنسا ، و لا أقول هنا بوجوب وجود فرقة العرضة السعودية على جانبي الطرقات ، ولكن إعتمد الفرنسيون هذه الطريقة للإعتزاز بإنتمائهم ، والتأكيد عليه ، فلشوارع ذاكرة يصعب محوها ، وهي ملاذ للعب الأطفال و فيها أيضاً حكايات الصبا والشباب ، وهي شاهد على أصالة المدينة ، و بالعودة إلى زمننا الحالي و بمرور عابر على شوارعنا ، أجد أنني سقطت فجأة من على منحدر مرتفع ، فما يمكن أن تراه في الشارع في الوقت الحالي ، غريب و مستهجن و لا يـُعبر في كثير من الأحيان لا على ثقافة البلد ولا أصالته ، يكفي أن تزور أشهر شارع في إحدى المدن السعودية الكبرى ، و ترى بأم العين ما يقض مضجعها ، أليست الشوارع تعكس صورة عن الشعب و الهوية ، فأي صورة تعكس شوارعنا و أي هوية تحمل !




من أروع ما قيل في الشوارع من قصيد !



ما غدا للوقت معنى .. مابقى للشعر دافع
................. ملّت الآمي حروفي .. ومل صدري من الضلوع
غصت في أعماق روحي خذت نبض من الشوارع
....................... يمكن ألقى أي معنى يوقد لشعري الشموع

عبدالرحمن بن مساعد ..



ورغم إنني .. ماكنت احدق بهذا الليل
……………… أنا اللي حملت البرد للداخل / الحانه
رموا همْ معاطفهم وأنا بس مابي حيل
………………. أعري الشحيح من الدفا أخراغصانه
كذا البرد يلكد أبيض الثلج مثل الخيل
………………..شوارع براغ بلهجة الملح مزدانه

بدر صفوق

 

مشاعل الفيحاني غير متصل   رد مع اقتباس