وصية عظيمة منبعها العظة والحكمة
ولكن أين هو الصديق الذي يستحق هذا ؟؟!!
فقد قال الشافعي :
إني صحبت الناس ما لهـم عـدد.....وكنت أحسب إني قد ملأت يـدي
لمـا بلـوت أخلائـي وجدتـهـم........كالدهر في الغدر لم يبقوا على أحد
وقال :
ولما اتيت الناس اطلـب عندهـم؛؛؛؛؛؛أخـا ثقـةٍ عنـد أبتـلاء الشدائـد
تقلبت في دهـري رخـاء وشـدة؛؛وناديت في الأحياء هل من مساعد؟
فلم أر فيما ساءني غيـر شامـتٍ ؛؛؛؛ ولم أر فيما سرنـي غيـر جامـد
وله أيضا :
صديق ليس ينفع يوم بـؤس.....قريب من عدو في القيـاس
وما يبقى الصديق بكل عصرٍ........ولا الإخـوان إلا للتآسـي
عمرت الدهر ملتمساً بجهدي...أخا ثقة فألهانـي التماسـي
تنكرت البلاد ومـن عليهـا..........كأن أناسها ليسـوا بناسـي
وأخيرا كما قال رحمه الله :
إذا المـرء لا يرعـاك إلا تكلـفـاً؛؛؛؛؛؛؛؛فدعـه ولا تكثـر عليـه التأسـفـا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحـة؛؛؛وفي القلب صبر للحبيب ولـو جفـا
فما كل مـن تهـواه يهـواك قلبـه؛؛؛؛؛؛؛؛ولا كل من صافيته لـك قـد صفـا
إذا لم يكـن صفـو الـوداد طبيعـة؛؛؛؛؛؛؛؛فلا خير فـي خـل يجـيء تكلفـا
ولا خير فـي خـل يخـون خليلـه؛؛؛؛؛؛؛؛؛ويلقـاه مـن بعـد المـودة بالجفـا
وينكـر عيشـاً قـد تقـادم عـهـده؛؛؛؛؛؛؛ويظهر سراً كان بالأمس فـي خفـا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق؛؛؛؛؛صـدوق صـادق الوعـد منصـفـا
أحمد بن سالم
جعل الله لك من الأصدقاء إخوان يعينونك على الحياة ولا يعينونها عليك